الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
471 - حدثنا حميد قال أبو عبيد : وأنا عمر بن يونس اليامي ، عن عكرمة بن عمار ، أنا أبو زميل سماك الحنفي ، قال : حدثني عبد الله بن عباس ، عن عمر ، قال : أسروا يومئذ سبعين ، وقتلوا سبعين ، فلما أسروا الأسارى ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما ترون في هؤلاء الأسارى ؟ " فقال أبو بكر : يا نبي الله ، هم بنو العم والعشيرة أرى أن تأخذ منهم فدية ، فتكون لنا قوة على الكفار ، وعسى الله أن يهديهم إلى الإسلام ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما ترى يا ابن الخطاب ؟ " قلت : [ ص: 309 ] لا والله يا رسول الله ، ما أرى الذي رأى أبو بكر ، يا نبي الله ، ولكن أرى أن تمكنا منهم ، فنضرب أعناقهم ، فتمكن عليا من عقيل ، فيضرب عنقه ، وتمكني من فلان - نسيب لعمر ، فاضرب عنقه ، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديده . قال : فهوي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال أبو بكر ، ولم يهو ما قلت . فلما كان من الغد ، جئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر قاعدين يبكيان ، فقلت يا رسول الله ، أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك ؟ فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أبكي للذي عرض علي أصحابي من أخذهم الفداء ، لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة " ، شجرة قريبة من نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأنزل الله - تبارك وتعالى - : ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ) إلى قوله : ( فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا ) فأحل الله الغنيمة لهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية