الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
492 - حدثنا حميد ثنا هشام بن عبد الملك ، أنا عكرمة بن عمار ، حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع ، حدثني أبي ، قال : خرجنا مع أبي بكر ، وأمره علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فغزونا فزارة ، فلما دنونا من الماء أمرنا أبو بكر ، فعرسنا . فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر ، فشننا الغارة ، فقتلنا على الماء من قتلنا . قال سلمة : ثم نظرت إلى عنق من الناس فيه الذرية ، [والنساء نحو الجبل ، وأنا أعدو في آثارهم ، فخشيت أن يسبقوني] إلى الجبل ، فرميت بسهم ، فوقع بينهم وبين الجبل ، فقاموا ، (فجئت بهم إلى) أبي بكر حتى أتيته على الماء ، وفيهم امرأة من فزارة [ ص: 322 ] عليها قشع من أدم ، معها ابنة لها من أحسن العرب ، فنفلني أبو بكر بنتها ، فلم أكشف لها ثوبا ، حتى قدمت المدينة ، ثم بت ولم أكشف لها ثوبا . فلقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي : " يا سلمة ، هب لي المرأة " فقلت : يا رسول الله ، والله لقد أعجبتني ، وما كشفت لها ثوبا . فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتركني ، ثم لقيني من الغد في السوق ، فقال : " هب لي المرأة ، لله أبوك " فقلت : يا رسول الله ، والله ما كشفت لها ثوبا ، وهي لك يا رسول الله . قال : فبعث بها رسول الله إلى أهل مكة ، وفي أيديهم أسارى من المسلمين ، ففداهم بتلك المرأة وفكهم بها .

التالي السابق


الخدمات العلمية