الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
655 - حدثنا حميد ثنا الحسين بن الوليد ، أنا عكرمة بن عمار اليمامي ، حدثني سماك ، رجل من بني عبد الله بن دارم قال : سمعت عبد الله بن عباس ، قال : " لما اعتزلت الخوارج أتيتهم فخاصمتهم فقلت لهم : ما تنقمون على ابن عم رسول الله ، وأصحاب النبي معه ؟ قالوا ثلاثا : أما واحدة فإنه محا نفسه من إمارة المؤمنين ، فإن لم يكن أمير المؤمنين فإنه أمير الكافرين .

وأما الثانية ، فإنه حكم الرجال في أمر الله . .

وأما الثالثة ، فإنه قتل ولم يسب ، ولم يغنم فإن يكن القوم كفارا فقد حل لنا دماؤهم وأموالهم .

قلت : أرأيتكم إن أتيتكم من كتاب الله المحكم ما تعرفونه ، ومن سنة رسول الله ما لا تنظرون ، هل أنتم راجعون ؟ قالوا : نعم قال : أما قولكم [ ص: 397 ] إنه محا نفسه من إمارة المؤمنين فإنه أخذ بفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية ، يوم صالح المشركين فكتبوا القضية فكان فيها : هذا ما تقاضى عليه رسول الله ومشركو أهل مكة سهيل بن عمرو ومن معه فقال سهيل ومن معه : لقد ظلمناك إن أقررنا في قضيتك أنك رسول الله ، ثم نحول بينك وبين دخول مكة بل اكتب اسمك واسم أبيك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي : امح واكتب فلعمري إني محمد بن عبد الله فكأن عليا كره ذلك فأخذ النبي - عليه السلام - الكتاب فمحاه وكتب : محمد بن عبد الله فقال لهم : خرجت من هذه ؟ قالوا : نعم ثم ذكر الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية