الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
656 - ثنا حميد ثنا يعلى بن عبيد ، أنا عبد العزيز بن سياه ، عن حبيب بن أبي ثابت ، قال : أتيت أبا وائل في مسجد أهله أسأله عن هؤلاء القوم الذين ، قتلهم علي بالنهروان ، فيما استجابوا له وفيما فارقوه ؟ وفيما استحل قتالهم ؟ فقال : كنا بصفين فلما استحر القتل بأهل الشام اعتصموا فقال عمرو بن العاص لمعاوية : أرسل إلى علي بالمصحف ، فادعه إلى كتاب الله فإنه لن يأبى عليك فجاء به رجل فقال : بيننا وبينكم كتاب الله ، [ ص: 398 ] ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ) فقال علي : نعم ، أنا أولى بذلك بيننا وبينكم كتاب الله فجاءته الخوارج ، ونحن يومئذ ندعوهم القراء ، وسيوفهم على عواتقهم ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ما ننتظر بهؤلاء القوم الذين على التل ، ألا نمشي إليهم بسيوفنا حتى يحكم الله بيننا وبينهم ؟ فتكلم سهل بن حنيف فقال : يا أيها الناس اتهموا أنفسكم فلقد رأيتنا يوم الحديبية يعني الصلح الذي كان بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين المشركين ولو نرى قتالا لقاتلنا فجاء عمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، ألسنا على حق وهم على باطل ؟ أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ قال : بلى قال : ففيم نعطي الدنية في ديننا ، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم ؟ فقال : يا ابن الخطاب ، " إني رسول الله ، ولن يضيعني أبدا " قال : فرجع وهو متغيظ ، فلم يصبر حتى أتى أبا بكر فقال : يا أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل ؟ وقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ قال : بلى قال : ففيم نعطي الدنية في ديننا ، ونرجع ولما يحكم بيننا وبينهم ؟ فقال : يا ابن الخطاب ، إنه رسول الله ولن يضيعه أبدا قال : فنزلت سورة الفتح فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عمر فأقرأها إياه فقال : يا رسول الله ، وفتح هو ؟ قال : نعم .

التالي السابق


الخدمات العلمية