الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
690 \ و - وكان فيما كتب إليه يحيى بن حمزة : إن أمر قبرس كأمر عرب السوس ، فإن فيها قدوة حسنة وسنة متبعة فإن صارت قبرس لعدو المسلمين إلى ما صارت إليه عرب السوس ، فإن تركها على حالها والصبر على ما فيها (لما في ذلك) نفع للمسلمين من جزيتها وما يحتاجون إليه مما فيها أفضل وإنما (كان أمانها وتركها) لذلك . وليس من أهل عهد (بمثل) منزلتهم فيما بين المسلمين وبين عدوهم إلا ومثل ذلك يتقى منهم قديما وحديثا . وكل أهل عهد لم يقاتل [ ص: 426 ] المسلمون من ورائهم ، وتمضي أحكامهم فيهم ، فليسوا بذمة ، ولكنهم أهل فدية يكف عنهم ما كفوا ، ويوفى لهم بعهدهم ما وفوا ، ويقبل منهم عفوهم ما أدوا ولا ينبغي أن يكون ذلك من المسلمين إليهم ، إلا من بعد تقية يتقونها ، أو ضعف عن محاربتهم ، أو شغل عنهم بغيرهم .

وقد روي عن معاذ بن جبل أنه كره أن يصالح أحدا من العدو على شيء معلوم ، إلا أن يكون المسلمون مضطرين إلى صلحهم ؛ لأنه لا يدرى لعلهم يكونون أغنياء أعزاء في صلحهم ، ليست عليهم ذلة ولا صغار .

التالي السابق


الخدمات العلمية