الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1641 - حدثنا أبو بكر أنا حميد قال : قال أبو عبيد : فقد تأول الناس ، أو من تأول منهم ، أن ابن عباس أراد الذهب والفضة ، ولا أحسبه أنا أراد ذلك ، وكان عندي أفقه من أن يقول هذا ؛ لأنه خارج عن قول الأمة ، ولكني أراه أراد زكاة ما تخرج الأرض ، فإن أهل المدينة يسمون الأرض مالا ، ولا نعلم في السنة مالا تجب فيه الصدقة حين يملكه ربه ، سوى ما تخرج الأرض ، فإن لم يكن ابن عباس أراد هذا ، فلا أدري ما وجه حديثه . فهذا ما جاء في المال الذي يكون أوله ما يجب في مثله الزكاة ، وهو الذي يقال له النصاب والأصل ، فإذا كان المال ليس بنصاب ولا أصل ، ولكنه أقل من ذلك مما لا تجب في مثله الزكاة ، كرجل ملك أول الحول خمسة دنانير أو أربعا من الإبل ، فإن مالك بن أنس قال فيها : إن كان تجر في تلك الدنانير الخمسة فنمت حتى حال الحول عليها ، وهي عشرون فصاعدا ، أو نتجت الأربعة الإبل ، فصارت خمسا أو أكثر من ذلك ، فإن الزكاة واجبة في جميعها .

1642 - حدثنا أبو بكر ثنا حميد قال : قال أبو عبيد : يذهب مالك [ ص: 923 ] إلى أن ربح المال إنما هو راجع إلى أصله ، وأن الأولاد من أمهاتها فجعلها لاحقة بها ، وإن كانت تلك الزيادة ليست من ولادة ولا شف ، ولكنها من فائدة استفادها مثل الهبة والميراث ونحو ذلك ، فإنه لا زكاة في المال الأول ولا في الفائدة ، ولكنه يستأنف به حول ، ففرق مالك بين الفائدة وبين الولادات والأرباح .

1643 - حدثنا أبو بكر ، قال : ثنا حميد ، وكذلك ، حدثني عنه ابن أبي أويس ، بكلام هذا معناه :

1644 - حدثنا أبو بكر أنا حميد قال : قال أبو عبيد : ولا نعلم أحدا فرق بين هذين قبله وأما سفيان وأهل العراق وأكثر أهل الحجاز ، غير مالك ومن قال بقوله ، ليس عندهم من ذلك فرق ، ولا يرون الصدقة تجب في شيء من هذا ، حتى يستأنف حولا ، من يوم صارت الزيادة في يده ، وإن كانت من نتاج ، أو نماء ، أو ميراث ، أو هبة أو غير ذلك ، بعد أن تكون تلك الزيادة تجب في مثلها الزكاة وقد روي عن إبراهيم مثل ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية