الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
661 - حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي ، ثنا خلف بن تميم البجلي أبو عبد الرحمن ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر ، عن أبيه ، عن مجاهد عن عبد الله بن عباس : أن ملكا من الملوك خرج يسير في [ ص: 289 ] مملكته وهو مستخف من الناس فنزل على رجل له بقرة فراحت عليه تلك البقرة فحلبت ، فإذا حلابها مقدار ثلاثين بقرة قال : فأعجب الملك بها وقال : ما صلحت هذه إلا أن تكون لي ، فإذا صرت إلى موضعي بعثت إليه فأخذتها ، قال : وأقام إلى الغد فغدت البقرة إلى مرعاها . ثم راحت فحلبت فإذا حلابها قد نقص على النصف ، وجاء حلاب خمس عشرة بقرة قال : فدعا الملك ربها فقال له هل رعت في غير مرعاها بالأمس أو شربت في غير مشربها بالأمس ، قال : ما رعت في غير مرعاها ولا شربت غير مشربها ، قال : فما بال لبنها قد نقص ؟ قال : يشبه أن يكون الملك قد هم بأخذها ، فقال له الملك : وأنت من أين يعرفك الملك ؟ فقال له : هو كما أقول لك ، فإن الملك إذا ظلم أو هم بظلم ذهبت البركة ، أو قال : ارتفعت البركة ، قال : فعاهد الملك ربه في نفسه أن لا يأخذها ولا تكون له في ملك أبدا ، قال : فأقام الغد ، ثم غدت البقرة إلى مرعاها وراحت فحلبت ، فإذا حلابها قد عاد إلى ما كان ، قال : فدعا صاحبها فقال له : هل رعت بقرتك في غير مرعاها بالأمس أو شربت في غير مشربها بالأمس ؟ قال : ما رعت في غير مرعاها ولا شربت غير مشربها قال : فما بال لبنها قد عاد ؟ قال : يشبه أن يكون الملك قد هم بالعدل ، قال : فاعتبر الملك وقال : لا جرم ، لأعدلن ولأكونن على أفضل من ذلك أو نحو هذا " .

[ ص: 290 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية