الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            78 - باب صلاة الخوف

                                                            قال الله عز وجل : وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك .

                                                            670 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أخبرنا أحمد بن سلمان الفقيه ، حدثنا الحسن بن مكرم ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا شعبة . ح . قال : وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب واللفظ له ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى ، ومحمد بن نصر ، وأحمد بن نصر بن عبد الوهاب ، وحسن بن سفيان ، وعمران بن موسى ، قالوا : حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ، حدثنا أبي ، حدثنا شعبة ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن صالح بن خوات ، عن سهل بن أبي حثمة : أن النبي صلى الله عليه وسلم " صلى بأصحابه في خوف فجعلهم خلفه صفين ، فصلى بالذين يلونه ركعة ، ثم قام فلم يزل قائما حتى صلى الذي خلفه ركعة ، ثم تقدموا وتأخر الذين كانوا قد أمهم فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ركعة ، ثم قعد [ ص: 253 ] حتى صلى الذين تخلفوا ركعة ، ثم سلم " .

                                                            671 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى ، حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا زهير ، حدثنا أبو الزبير ، عن جابر ، قال : " غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة فقاتلوا قتالا شديدا ، فلما صلينا الظهر قال المشركون : لو ملنا عليهم ميلة لاقتطعناهم ؛ فأخبر جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فذكر ذلك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وقالوا : ستأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولاد ، يعني فلما حضرت العصر صفنا صفين والمشركون بيننا وبين القبلة ، قال : فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا ، وركع وركعنا ، ثم سجد وسجد معه الصف الأول فلما قاموا سجد الصف الثاني ، ثم تأخر الصف الأول وتقدم الصف الثاني ، فقاموا مقام الأول ، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا وركع وركعنا ، ثم سجد وسجد معه الصف الأول وقام الثاني ، فلما قاموا سجد الصف الثاني ، ثم جلسوا جميعا فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم . " قال أبو الزبير : هم خص جابر أن قال : كما يصلي أمراؤكم هؤلاء .

                                                            672 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ ، وأحمد بن الحسن ، ومحمد بن أبي الفوارس ، قالوا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا سعيد بن علي ، عن الأشعث ، عن الحسن ، عن أبي بكرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " صلى ببعضهم ركعتين ثم سلم ، فتأخروا وجاء الآخرون فصلى بهم ركعتين ثم سلم ، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات وللمسلمين ركعتين في صلاة الخوف " [ ص: 254 ] .

                                                            673 - وكذلك رواه أبو حرة الرقاشي ، عن الحسن .

                                                            674 - ورواه قتادة ، ويونس بن عبيد عن الحسن ، عن جابر بن عبد الله . وهو ثابت صحيح ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن جابر بن عبد الله . وصلاة الخوف على هذه الأحوال الثلاث جائز .

                                                            675 - وحدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى العلاف ، حدثنا أحمد بن يوسف السلمي ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر : أن النبي صلى الله عليه وسلم " صلى بهم صلاة الخوف ، فصف صفا خلفه وصفا مستقبل العدو - يعني ، فصلى بهم ركعة ، ثم تقدم هؤلاء وتأخر هؤلاء ، فصلى بهم ركعة ثم سلم ، ثم قضى هؤلاء ركعة وهؤلاء ركعة " .

                                                            676 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أخبرنا أبو الحسن الطرائفي ، حدثنا عثمان بن سعيد ، حدثنا ابن بكير ، حدثنا مالك ، عن نافع : أن عبد الله بن عمر كان إذا سئل عن صلاة الخوف ؟ قال : " يتقدم الإمام " . . ، فذكر معنى ما رواه سالم بن عبد الله أبسط من ذلك . ثم قال : فإن كان خوفا هو أشد من ذلك صلوا قياما على أقدامهم أو ركبانا مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها . قال مالك : قال نافع : لا أرى عبد الله ذكر ذلك إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                            677 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في آخرين ، قالوا : حدثنا أبو العباس محمد بن [ ص: 255 ] يعقوب ، أخبرنا الربيع بن سليمان ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا ابن أبي فديك ، عن ابن أبي ذئب ، عن المقبري ، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، قال : حبسنا يوم الخندق عن الصلاة حتى كان بعد المغرب بهوي من الليل حتى كفينا ، وذلك قول الله عز وجل : وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بلالا فأمره فأقام الظهر فصلاها فأحسن صلاتها كما كان يصليها ، في وقتها ، ثم أقام العصر فصلاها فأحسن صلاتها ، ثم أقام المغرب فصلاها كذلك ، ثم أقام العشاء فصلاها كذلك أيضا . قال : وذلك قبل أن ينزل الله عز وجل في صلاة الخوف فرجالا أو ركبانا .

                                                            678 - قال الشافعي : فبين أبو سعيد الخدري أن ذلك كان قبل أن ينزل الله عز وجل على النبي صلى الله عليه وسلم الآية التي ذكر فيها صلاة الخوف ونسخ رسول الله صلى الله عليه وسلم سنته في تأخير الصلاة عن وقتها بفرض الله تعالى في كتابه ثم بسنته ؛ فصلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقتها كما وصفت . وذكر الأحاديث التي وردت في صلاة الخوف وذكر حديث مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر في صلاة شدة الخوف .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية