الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                            صفحة جزء
                            205 - حدثنا سعيد قال : نا عتاب بن بشير ، عن خصيف ، قال : كنت مع مجاهد ، فمر بنا رجل من قريش ، فقال له مجاهد : حدثنا ما سمعت من أبيك ، قال : حدثني أبي أن الملائكة حين جعلوا ينظرون إلى أعمال بني آدم وما يركبون من المعاصي الخبيثة - وليس يستر الناس من الملائكة شيء - ، فجعل بعضهم يقول لبعض : انظروا إلى بني آدم كيف [ ص: 582 ] يعملون كذا وكذا ، ما أجرأهم على الله - يعيبونهم بذلك ، فقال الله عز وجل لهم : قد سمعت الذي تقولون في بني آدم ، فاختاروا منكم ملكين أهبطهما إلى الأرض ، وأجعل فيهما شهوة بني آدم . فاختاروا هاروت وماروت ، فقالوا : يا رب ، ليس فينا مثلهما ، فأهبطا إلى الأرض ، وجعل فيهما شهوة بني آدم ، ومثلت لهما الزهرة في صورة امرأة ، فلما نظرا إليها لم يتمالكا أن تناولا منها ما الله أعلم به ، وأخذت الشهوة بأسماعهما وأبصارهما ، فلما أرادا أن يطيرا إلى السماء لم يستطيعا ، فأتاهما ملك فقال : إنكما قد فعلتما ما فعلتما ، فاختارا عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة ، فقال أحدهما للآخر : ماذا ترى ؟ قال : أرى أن أعذب في الدنيا ثم أعذب ، أحب إلي من أن أعذب ساعة واحدة في الآخرة ، فهما معلقان منكسان في السلاسل ، وجعلا فتنة .

                            [ ص: 583 ]

                            التالي السابق


                            الخدمات العلمية