الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                            صفحة جزء
                            [ قوله تعالى : ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ]

                            220 - حدثنا سعيد قال : نا عتاب ، أنا خصيف ، عن مجاهد قال : قال إبراهيم : ربنا أرنا مناسكنا ، فأخذ جبريل عليه السلام بيده فذهب به حتى أتى به البيت ، قال : ارفع القواعد ، فرفع إبراهيم القواعد وأتم البنيان ، فذهب به إلى الصفا فقال : هذا من شعائر الله ، ثم ذهب به إلى المروة فقال : وهذا من شعائر الله ، ثم أخذ بيده فذهب به نحو منى ، فإذا هو بإبليس عند العقبة عند الشجرة ، فقال له جبريل : كبر وارمه ! فكبر ورمى ، فذهب إبليس حتى قام [ ص: 616 ] عند الجمرة الوسطى ، فحاذى به جبريل وإبراهيم ، فقال جبريل : كبر وارمه ! فكبر ورمى ، فذهب إبليس حتى أتى الجمرة القصوى ، فقال له جبريل : كبر وارمه ! فكبر ورمى ، فذهب إبليس ، وكان الخبيث أراد أن يدخل في الحج شيئا فلم يستطع ، فذهب حتى أتى به المشعر الحرام ، فقال : هذا المشعر الحرام ، ثم ذهب حتى أتى به عرفات ، فقال : هذه عرفات ، قد عرفت ما أريتك ؟ قال : نعم - ثلاث مرات ، قال : فأذن في الناس بالحج ، قال : وكيف أؤذن ؟ قال : قل : يا أيها الناس ، أجيبوا ربكم ، ثلاث مرات ، فأجاب العباد : لبيك اللهم ربنا لبيك ، مرتين ، فمن أجاب إبراهيم يومئذ من الخلق فهو حاج ، فقال لي مجاهد : يا أبا عون ، القدرية لا يصدقون بهذا .

                            التالي السابق


                            الخدمات العلمية