الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      حريز بن عثمان ( خ ، 4 )

                                                                                      الحافظ العالم المتقن أبو عثمان الرحبي المشرقي الحمصي . محدث [ ص: 80 ] حمص من بقايا التابعين الصغار .

                                                                                      سمع من : عبد الله بن بشر - رضي الله عنه - وخالد بن معدان ، وراشد بن سعد ، وعبد الرحمن بن ميسرة ، وحبيب بن عبيد ، وعدة .

                                                                                      حدث عنه : بقية بن الوليد ، ويحيى القطان ، ويزيد بن هارون ، وحجاج الأعور ، وأبو اليمان الحكم بن نافع ، وعلي بن عياش ، وآدم بن أبي إياس ، وأبو المغيرة ، ويحيى بن صالح ، وعلي بن الجعد ، وخلق سواهم .

                                                                                      حدث بالشام وبالعراق ، وحديثه نحو المائتين ، ويرمى بالنصب .

                                                                                      وقد قال أبو حاتم : لا يصح عندي ما يقال في رأيه ، ولا أعلم بالشام أحدا أثبت منه .

                                                                                      وقال أحمد بن حنبل : حريز ثقة ثقة ثقة ، لم يكن يرى القدر .

                                                                                      وقال أبو اليمان : كان ينال من رجل ، ثم ترك ذلك . وروى عن علي بن عياش ، عن حريز أنه قال : أأنا أشتم عليا ؟ والله ما شتمته .

                                                                                      وجاء عنه أنه قال : لا أحبه ; لأنه قتل من قومي يوم صفين جماعة . [ ص: 81 ]

                                                                                      وقال أحمد بن سليمان الرهاوي ، حدثنا يزيد قال : كان حريز يقول : لنا إمامنا ، ولكم إمامكم - يعني : معاوية وعليا - رضي الله عنهما .

                                                                                      قال عمران بن أبان : سمعت حريزا يقول : لا أحبه ، قتل آبائي .

                                                                                      وقال شبابة : سمعت رجلا قال لحريز بن عثمان : بلغني أنك لا تترحم على علي !

                                                                                      قال : اسكت ، رحمه الله مائة مرة .

                                                                                      وقال علي بن عياش : سمعت حريز بن عثمان يقول : والله ما سببت عليا قط .

                                                                                      قلت : هذا الشيخ كان أورع من ذلك ، وقد قال معاذ بن معاذ : لا أعلم أني رأيت شاميا أفضل من حريز . وقال يحيى بن معين وجماعة : ثقة .

                                                                                      قال علي بن عياش : جمعنا حديث حريز في دفتر نحوا من مائتي حديث ، فأتيناه به ، فتعجب وقال : هذا كله عني ! ؟ .

                                                                                      قال أبو بكر بن أبي داود : سمعت معاوية بن عبد الرحمن الرحبي يقول : سمعت حريز بن عثمان يقول : لا تعاد أحدا حتى تعلم ما بينه وبين الله ، فإن يكن محسنا ، فإن الله لا يسلمه لعداوتك ، وإن يكن مسيئا ، فأوشك بعمله أن يكفيكه .

                                                                                      توفي حريز بن عثمان سنة ثلاث وستين ومائة .

                                                                                      وله نيف وتسعون سنة ، وحديثه عال ، من ثلاثيات البخاري ، رواه عن عصام بن خالد ، عنه .

                                                                                      وقال يزيد بن عبد ربه : ومولده سنة ثمانين .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية