الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 489 ] عيسى بن يونس ( ع )

                                                                                      ابن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الإمام القدوة ، الحافظ ، الحجة أبو عمرو ، وأبو محمد الهمداني ، السبيعي الكوفي ، المرابط بثغر الحدث أخو الحافظ إسرائيل .

                                                                                      أخبرنا أبو حفص عمر بن غدير الطائي ، أخبرنا عبد الصمد بن محمد ، أخبرنا علي بن المسلم ، أخبرنا الحسين بن محمد ، أخبرنا محمد بن أحمد الغساني ، أخبرنا عبد الله بن علي بن إبراهيم العمري بالموصل ، حدثنا عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش حدثنا عيسى بن يونس ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجنين بغرة عبد أو أمة أو فرس أو بغل هذا حديث غريب جدا . [ ص: 490 ]

                                                                                      قرأت على أحمد بن هبة الله ، عن عبد المعز بن محمد ، أخبرنا تميم المؤدب ، أخبرنا أبو سعد الكنجروذي ، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، حدثنا أبو يعلى ، حدثنا أحمد بن جناب ، حدثني عيسى بن يونس ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود . أخرجه النسائي عن عثمان بن خرزاذ ، عن أحمد بن جناب .

                                                                                      حدث عن أبيه وأخيه ، ولم يدرك السماع من جده ، كان صبيا في زمانه ، وروى أيضا عن : سليمان التيمي ، وهشام بن عروة ، وأبي حيان التيمي ، والجريري ، وزكريا بن أبي زائدة ، والأعمش ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وطلحة بن يحيى ، وعبد الملك بن أبي سليمان ، وعبيد الله بن أبي زياد القداح ، وعمر بن سعيد بن أبي حسين ، وعوف ، ومجالد ، وعبيد الله بن عمر ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وعمر مولى غفرة ، وحسين المعلم ، وهشام بن حسان ، وابن أبي ليلى ، ومعمر ، والأوزاعي ، وشعبة ، ومسعر ، والثوري ، وخلق كثير . وكان واسع العلم ، كثير الرحلة ، وافر الجلالة .

                                                                                      حدث عنه : بقية ، وابن وهب ، والوليد بن مسلم ، وإسماعيل بن [ ص: 491 ] عياش ، وطائفة من أقرانه .

                                                                                      وحدث عنه : حماد بن سلمة أحد شيوخه ، والحكم بن موسى ، وبشر الحافي ، وسليمان بن بنت شرحبيل ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وإسحاق ابن راهويه ، وعلي بن حجر ، وعلي بن خشرم ، ومسدد ، وعمرو الناقد ، ومحمد بن مهران الجمال ، ومؤمل بن الفضل ، ونصر بن علي الجهضمي ، ويحيى بن معين ، ويزيد بن موهب ، ويعقوب الدورقي ، وهشام بن عمار ، وأبو نعيم الحلبي ، وأحمد بن جناب ، وأحمد بن عبدة الضبي ، والحسن بن عرفة ، وسعيد بن يحيى الأموي ، وسفيان ، ووكيع ، والنفيلي ، وأمم سواهم .

                                                                                      وقد حدث عنه أبوه يونس بن أبي إسحاق ، ومات أبوه قبل ابن عرفة بأكثر من مائة عام . وثقه أحمد ، وأبو حاتم ، والنسائي ، وابن خراش ، وطائفة .

                                                                                      قال أحمد بن حنبل : هو أصح حديثا من أبيه . قيل له : فإسرائيل ؟ قال : ما أقربهما . وقال المروذي ، عن أحمد : ثبت . وكنا نخبر أنه سنة في الغزو ، وسنة في الحج . وقد قدم بغداد في شيء من أمر الحصون ، فأمر له بمال ، فأبى أن يقبله .

                                                                                      الأثرم ، عن أحمد قال : كان عيسى بن يونس يسند حديث عائشة : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقبل الهدية ، [ ويثيب عليها ] والناس [ ص: 492 ] يرسلونه ، وكذا قال ابن معين .

                                                                                      قال عثمان بن سعيد : سألت يحيى بن معين ، قلت : فعيسى بن يونس أحب إليك أو أبو معاوية ؟ فقال : ثقة وثقة . وقال حرب بن إسماعيل : سئل علي ابن المديني عن عيسى بن يونس ، فقال : بخ بخ ، ثقة ، مأمون .

                                                                                      وقال ابن عمار : هو أثبت من إسرائيل ، عيسى حجة . وقال العجلي : ثقة ثبت يسكن الثغر .

                                                                                      وقيل : إنه زار ابن عيينة ، فقال : مرحبا بالفقيه ابن الفقيه ابن الفقيه . وقال أبو زرعة : كان حافظا .

                                                                                      وقال أبو همام السكوني : حدثنا عيسى بن يونس الثقة الرضي . وقال ابن راهويه : قلت لوكيع : إني أريد أن أذهب إلى عيسى بن يونس ، قال : تأتي رجلا قد قهر العلم .

                                                                                      إبراهيم بن هاشم البغوي : سمعت بشر بن الحارث يقول : كان عيسى بن يونس يعجبه خطي ، فكان يأخذ القرطاس ، فيقرأه علي . قال : كتبت من نسخة قوم شيئا ليس من حديثه . قال : كأنهم لما رأوا إكرامه لي ، أدخلوا عليه في حديثه . قال : فجعل يقرأ علي ، ويضرب على تلك الأحاديث ، فغمني ذلك ، فقال : لا يغمك ، لو كان واوا ما قدروا أن يدخلوه علي ، أو قال : لو كان واوا ، لعرفته . وروى حنبل ، عن أبي نعيم ، أنه فضل عيسى بن يونس على [ ص: 493 ] إبراهيم بن يوسف السبيعي . وقال : لم يسمع إبراهيم من أبيه .

                                                                                      قال أحمد بن داود الحداني : سمعت عيسى بن يونس يقول : لم يكن من أسناني -أو قال : من أترابي- أبصر بالنحو مني ، فدخلني منه نخوة فتركته .

                                                                                      قال : ورأيت فرجا خادم أمير المؤمنين جاء إلى عيسى وهو قاعد بدرب الحدث على بابه ، فكلمه ، فما رفع به رأسا ، ولا نظر إليه ، فانصرف ذليلا .

                                                                                      أبو سعيد الأشج : حدثنا عمر بن أبي الرطيل ، عن أبي بلال الأشعري ، عن جعفر البرمكي قال : ما رأينا في القراء مثل عيسى بن يونس ، أرسلنا إليه ، فأتانا بالرقة ، فاعتل قبل أن يرجع . فقلت له : يا أبا عمرو ، قد أمرنا لك بعشرة آلاف . فقال : هيه . قلت : خمسون ألفا . قال : لا حاجة لي فيها . فقلت : ولم ؟ والله ، لأهنينكها ، هي والله مائة ألف ، قال : لا والله ، لا يتحدث أهل العلم أني أكلت للسنة ثمنا ، ألا كان هذا قبل أن ترسلوا إلي ، فأما على الحديث فلا ، ولا شربة ماء ، ولا إهليلجة .

                                                                                      قال أحمد بن داود : وسمعت محمد بن عبيد الطنافسي يقول لأصحاب الحديث : ألا تكونون مثل عيسى بن يونس ، كان إذا أقبل إلى الأعمش ومعه الشباب والشيوخ ينظرون إليه ، وإلى هديه وسمته .

                                                                                      وروى محمود بن غيلان ، عن محمد بن عبيد قال : رأيت أصحاب [ ص: 494 ] الأعمش الذين لا يفارقونه : عيسى بن يونس ، وأبو بكر بن عياش ، وحفص بن غياث .

                                                                                      الحسن بن علي الحلواني ، عن محمد بن داود ، سمعت عيسى بن يونس يقول : أربعون حديثا حدثنا بها الأعمش ، فيها ضرب الرقاب ، لم يشركني فيها غير محمد بن إسحاق ، وربما قال له الأعمش : من معك ؟ فيقول : عيسى . فيقول : ادخلا ، وأجيفا الباب ، وكان يسأله عن حديث الفتن .

                                                                                      إبراهيم بن موسى ، عن الوليد بن مسلم ، قال : ما أبالي من خالفني في الأوزاعي ما خلا عيسى بن يونس ، فإني رأيت أخذه أخذا محكما .

                                                                                      قال أحمد بن جناب : غزا عيسى بن يونس خمسا وأربعين غزوة ، وحج كذلك .

                                                                                      قال يحيى بن معين : رأيت عيسى بن يونس عليه قباء محشو ، وخفان أحمران -يعني كان بزي الأجناد .

                                                                                      وقال محمد بن المنكدر الكندي : جاء المأمون إلى عيسى بن يونس ، فسمع منه ، فأعطاه عشرة آلاف فردها .

                                                                                      قال أحمد بن جناب ، وسليمان بن عمرو ، وعلي بن بحر ، وعبد الله بن جعفر : مات سنة سبع وثمانين . وقال المدائني ، ومحمد بن المثنى ، والداني ، ومحمد بن مصفى : سنة ثمان وثمانين . زاد ابن مصفى في نصف شعبان .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية