الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12845 ( أخبرنا ) أبو علي الروذباري ، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا أحمد بن منصور الرمادي ، حدثني علي بن عبد الله بن جعفر المديني ، ثنا الوليد بن مسلم ، حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني ربيعة بن يزيد ، حدثني أبو كبشة السلولي أنه سمع ابن الحنظلية الأنصاري صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( ح وأنبأ ) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان - واللفظ له ، ثنا أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا أبو شعيب الحراني ، ثنا النفيلي ، ثنا مسكين بن بكير ، ثنا محمد بن مهاجر ، عن ربيعة بن يزيد ، عن أبي كبشة السلولي ، ثنا سهل بن الحنظلية ، قال: قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عيينة بن حصن ، والأقرع بن حابس ، فسألاه ، فأمر لهما بما سألا ، وأمر معاوية أن يكتب لهما بما سألا ، قال: فأما الأقرع فلف كتابه في عمامته وانطلق ، وأما عيينة فأخذ كتابه ، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا محمد ، ترى أني حامل إلى قومي كتابا لا أدري ما فيه كصحيفة المتلمس ، قال: فأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر فيه ، فقال: قد كتب لك بالذي أمرت لك به ، فذكر الحديث ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: من سأل مسألة وهو منها غني ، فإنما يستكثر من النار ، قالوا: يا رسول الله ، وما الغنى الذي لا ينبغي معه المسألة ؟ قال: أن يكون له شبع يوم وليلة - أو ليلة ويوم . وليس شيء من هذه الأحاديث بمختلف ، وكأن النبي - صلى الله عليه وسلم - علم ما يغني كل واحد منهم ، فجعل غناه به ، وذلك لأن الناس يختلفون في قدر كفاياتهم ؛ فمنهم من يغنيه خمسون درهما لا يغنيه أقل منها ، ومنهم من يغنيه أربعون درهما لا يغنيه أقل منها ، ومنهم من له كسب يدر عليه كل يوم ما يغديه ويعشيه ولا عيال له ، فهو مستغن به .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية