الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                13334 ( وأخبرنا ) أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز ببغداد ، أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا عبد الله بن إدريس الأودي ، عن محمد بن عمرو ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال قالت عائشة - رضي الله عنها: لما ماتت خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - جاءت خولة بنت حكيم رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، فقالت: يا رسول الله ، ألا تزوج ؟ قال: ومن ، قالت: إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا ، قال: ومن البكر ومن الثيب ، قالت: أما البكر فابنة أحب خلق الله إليك ؛ عائشة بنت أبي بكر ، وأما الثيب فسودة بنت زمعة ، قد آمنت بك واتبعتك ، قال: فاذكريهما لي ، قالت: فأتت أم رومان ، فقالت: يا أم رومان ، ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة ؟ قالت: وما ذاك ؟ قالت: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر عائشة ، قالت: انتظري ، فإن أبا بكر آت ، فجاء أبو بكر - رضي الله عنه - فذكرت ذلك له ، فقال: أوتصلح له وهي ابنة أخيه ؟ قالت ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: أنا أخوه وهو أخي وابنته تصلح لي ، فذكر الحديث إلى أن قال: فقال لها أبو بكر - رضي الله عنه: قولي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فليأت ، قال: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فملكها ، قالت خولة : ثم انطلقت إلى سودة - وأبوها شيخ كبير قد جلس عن [ ص: 130 ] المواسم ، فحييته بتحية أهل الجاهلية ؛ فقلت: أنعم صباحا ، قال: من أنت ؟ قلت: خولة بنت حكيم ، قال: فرحب بي ، وقال ما شاء الله أن يقول ، قالت: قلت: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يذكر سودة بنت زمعة ، فقال: كفؤ كريم ، ماذا تقول صاحبتك ؟ قلت: نعم تحب ، قال: فقولي له: فليأت ، قالت: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فملكها ، وقدم عبد بن زمعة ، فجعل يحثو على رأسه التراب أن تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سودة ، وذكر باقي الحديث .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية