الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                13974 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنبأ ابن وهب ، أخبرني رجال من أهل العلم منهم يونس بن يزيد ، والليث بن سعد أن ابن شهاب أخبرهم عن عروة بن الزبير ، عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت : جاءت بريرة إلي فقالت : يا عائشة ؛ إني كاتبت أهلي على سبعة أواق في كل عام أوقية فأعينيني ، ولم تكن قضت من كتابتها شيئا ، فقالت لها عائشة - رضي الله عنها - ونفست فيها : ارجعي إلى أهلك فإن أحبوا أن أعطيهم ذلك جميعا ويكون ولاؤك لي فعلت ، فذهبت بريرة إلى أهلها فعرضت ذلك عليهم فأبوا وقالوا : إن شاءت أن تحتسب عليك فلتفعل ويكون ولاؤك لنا . فذكرت ذلك عائشة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " لا يمنعك ذلك منها ، ابتاعي وأعتقي ، فإنما الولاء لمن أعتق " . ففعلت وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس فحمد الله ثم قال : " أما بعد فما بال ناس يشترطون شروطا ليست في كتاب الله تعالى ، من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل ، وإن كان مائة شرط [ ص: 249 ] قضاء الله أحق ، وشرط الله أوثق ، وإنما الولاء لمن أعتق " . رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة ، عن الليث ، ورواه مسلم عن أبي الطاهر ، عن ابن وهب ، عن يونس .

                                                                                                                                                ( قال الشافعي ) - رحمه الله - وقد يروى عنه : " المسلمون على شروطهم إلا شرطا أحل حراما أو حرم حلالا " . ومفسر حديثه يدل على جملته .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية