الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                14860 ( أخبرنا ) أبو الحسين : علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد ، أنا أبو جعفر : محمد بن عمرو الرزاز ، نا محمد بن عبيد الله بن المنادي ، نا إسحاق بن يوسف ، نا عبد الملك بن أبي سليمان عن سعيد بن جبير قال : سئلت عن المتلاعنين في زمن مصعب بن الزبير يفرق بينهما فما دريت ما أقول ، فقمت إلى منزل عبد الله بن عمر فاستأذنت عليه فقيل هو نائم فسمع صوتي فقال : ابن جبير فائذنوا له . قال فدخلت عليه فقال : ما جاء بك هذه الساعة إلا حاجة . فإذا هو مفترش برذعة رحله متوسدا بوسادة حشوها ليف أو سلب قال : السلب يعني ليف المقل فقلت : يا أبا عبد الرحمن المتلاعنين يفرق بينهما . فقال : سبحان الله نعم إن أول من سأل عن هذا فلان بن فلان أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله أرأيت لو أن أحدنا رأى على امرأته رجلا كيف يصنع إن تكلم تكلم بأمر عظيم وإن سكت سكت على مثل ذلك . قال : فلم يجبه النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما كان بعد ذلك أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله الذي كنت سألت عنه قد ابتليت به قال : فأنزل الله عز وجل الآيات التي في سورة النور ( والذين يرمون أزواجهم ) إلى آخر الآيات قال : فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرجل فتلا عليه ووعظه وأخبره أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فقال : والذي بعثك بالحق ما كذبت عليها قال ثم دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمرأة فتلاهن عليها ووعظها وذكرها وأخبرها أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فقالت : لا والذي بعثك بالحق ما صدقك لقد كذبك . قال : فبدأ النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرجل فشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين وفي الخامسة أن لعنة الله عليه [ ص: 405 ] إن كان من الكاذبين ثم ثنى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمرأة فشهدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين قال ثم فرق بينهما . أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبد الملك بن أبي سليمان .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية