الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            14321 وعن ربيعة الأسلمي قال : كنت أخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني أرضا وأعطى أبا بكر أرضا ، وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلة ، فقال أبو بكر : هي في حدي ، وقلت أنا : هي في حدي . فكان بيني وبين أبي بكر كلام ، فقال أبو بكر كلمة كرهتها وندم ، فقال لي : يا ربيعة ، رد علي مثلها حتى تكون قصاصا ، فقلت : لا أفعل . فقال أبو بكر : لتفعلن أو لأستعدين عليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقلت : ما أنا بفاعل ، ورفض الأرض ، فانطلق أبو بكر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وانطلقت أتلوه ، فجاء أناس من أسلم فقالوا : يرحم الله أبا بكر ، في أي شيء يستعدي عليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي قال لك ما قال ؟ ! قلت : أتدرون من هذا ؟ هذا أبو بكر الصديق ، وهو ثاني اثنين ، وهو ذو شيبة المسلمين ; فإياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب ، فيأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيغضب لغضبه ، فيغضب الله لغضبهما ; فتهلك ربيعة . قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : ارجعوا ، فانطلق أبو بكر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتبعته وحدي ، وجعلت أتلوه حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحدثه الحديث كما كان ، فرفع إلي رأسه فقال : " يا ربيعة ، ما لك وللصديق ؟ " . قلت : يا رسول الله ، كان كذا كان كذا قال لي كلمة كرهتها ، فقال لي : قل كما قلت حتى يكون قصاصا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أجل ، : فلا تردن عليه ، ولكن قل : غفر الله لك يا أبا بكر " . فولى أبو بكر وهو يبكي .

                                                                                            رواه الطبراني وأحمد بنحوه في حديث طويل تقدم في النكاح ، وفيه مبارك بن فضالة وحديثه حسن ، وبقية رجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية