الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            36 - 52 - باب في حديث جابر في قصة بعيره .

                                                                                            وقد تقدم حديث الحكم بن الحارث قبل هذا .

                                                                                            14175 - عن جابر بن عبد الله قال : فقدت جملي ليلة ، فمررت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يشد لعائشة ، فقال لي : " ما لك يا جابر ؟ " . فقلت : فقدت جملي أو ذهب جملي في ليلة ظلماء . قال : فقال لي : " هذا جملك اذهب فخذه " . قال : فذهبت نحو ما قال لي فلم أجده ، فرجعت إليه فقلت : بأبي وأمي يا نبي الله ما وجدته . قال : فقال لي : " هذا جملك اذهب فخذه " . قال : فذهبت نحو ما قال لي فلم أجده ، فرجعت إليه فقلت : بأبي وأمي يا نبي الله ، لا والله ما وجدته . قال : فقال لي : " على رسلك " . حتى إذا فرغ أخذ بيدي فانطلق بي حتى أتينا الجمل ، فدفعه إلي فقال : " هذا جملك " . قال : وقد سار الناس قال : فبينا أنا أسير على جملي في عقبتي وكان جملي فيه قطاف .

                                                                                            قال : فقلت : يا لهف أمي أن يكون لي إلا جمل قطوف . قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدي يسير . قال : فسمع ما قلت . قال : فلحق بي فقال : " ما قلت يا جابر قبل ؟ قال : فنسيت ما قلت . قال : قلت : ما قلت شيئا يا نبي الله . قال : فذكرت ما قلت . قال : قلت يا نبي الله : لهف أمي أن يكون لي إلا جمل قطوف . قال : فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - عجز الجمل بسوط أو بسوطي [ ص: 12 ] قال : فانطلق أوضع أو أسرع جمل ركبته قط ، هو ينازعني خطامه . قال : فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنت بائعي جملك هذا ؟ " . قال : قلت : نعم . قال : " بكم ؟ " . قلت : بأوقية . قال : " بخ بخ كم في أوقية من ناضح وناضح " . قال : قلت : يا رسول الله ، ما بالمدينة ناضح أحب أنه لنا مكانه . قال : فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " قد أخذته بأوقية " . قال : فنزلت عن الرحل إلى الأرض . قال : قال : " ما شأنك ؟ " . قال : قلت : جملك . قال لي : " اركب جملك " . قال : قلت : ما هو بجملي ولكنه جملك . - قال : كنا نراجعه في الأمر مرتين ، فإذا أمرنا الثالثة لم نراجعه - . قال : فركبت الجمل حتى أتيت عمتي بالمدينة . قال : وقلت لها : ألم تري أني بعت ناضحنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأوقية ؟ قال : فما رأيتها أعجبها ذاك . قال : وكان ناضحا فارها . قال : ثم أخذت شيئا من خيط فأوخزته إياه ، ثم أخذت بخطامه فقدته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقاوما رجلا يكلمه ، قلت : دونك يا رسول الله جملك . فأخذ بخطامه ، ثم أمر بلالا قال : " زن لجابر أوقية وأوفه " . فانطلقت مع بلال فوزن لي أوقية ، وأوفى لي الوزن . قال : فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم يحدث ذاك الرجل ، قلت : قد وزن لي أوقية وأوفاني .

                                                                                            قال : فبينا هو كذلك إذ ذهبت إلى بيتي ولا أشعر ، فنادى : " أين جابر ؟ " . قالوا : ذهب إلى أهله . قال : " أدركه فائتني به " . فأتى رسوله يسعى قال : يا جابر ، يدعوك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال : فأتيت قال : " خذ جملك " . قال : قلت : ما هو جملي إنما هو جملك يا رسول الله ! قال : " خذ جملك " . قال : قلت : ما هو جملي إنما هو جملك يا رسول الله ، . قال : " خذ جملك " . فأخذته ، فقال : " لعمري ما نفعناك لتنزل عنه " . قال : فجئت إلى عمتي بالناضح معي والأوقية . فقلت لها : ما ترين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاني أوقية ، ورد علي الجمل
                                                                                            .

                                                                                            قلت : هو في الصحيح باختصار .

                                                                                            رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح غير نبيح العنزي وثقه ابن حبان .

                                                                                            قلت : وقد تقدم حديث جابر في قضاء دين أبيه بغير قصة الصحيح في قضاء الدين عن الميت .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية