الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ أمثلة التصحيف في الإسناد ] ( أو ) في ( الإسناد كابن الندر ) بالنون والمهملة المشددة ، واسمه عتبة ; حيث ( صحف فيه ) الإمام أبو جعفر محمد بن جرير ( الطبري ) ، و ( قالا : بذر بالباء ) الموحدة ( ونقط ) للمهملة ( ذالا ) .

وكالزبير بن خريت بكسر المعجمة ثم راء مشددة مكسورة ، قاله بعض المحدثين : خريت ، فقال له أحمد بن يحيى بن زهير التستري : لا خريت ولا دريت . وكجواب التيمي بالجيم المفتوحة والواو المشددة ، قرأه حبيب كاتب مالك : جراب ; بكسر الجيم وتخفيف الراء .

وكابن سيرين بالمهملة ، قاله بعضهم بالشين المعجمة . وكأبي حرة بضم المهملة وتشديد الراء ، قاله بعضهم بالجيم المفتوحة . وكالعوام بن مراجم بالراء المهملة والجيم ، قاله ابن معين بالزاء المنقوطة والحاء المهملة . في أمثلة كثيرة لكل من القسمين في التصانيف المشار إليها ، وكذا في [ ص: 62 ] جامع الخطيب منها نبذة . ومن أمثلته الملحقة بالإسناد ما ذكره ابن عدي في ترجمة أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي ، قال السعدي : كان حسنيا - يعني : الحسن بن صالح - على عبادته وسوء مذهبه . قال شيخنا : وأبو غسان وإن كان من أصحاب الحسن بن صالح لكن لم يرد السعدي نسبه إلى الحسن ، وإنما قال : إنه خشبي بمعجمتين وموحدة ، يريد أنه رافضي .

قال : وشرح ذلك يطول ، وهو معروف في غير هذا الموضع . ومنه ما ذكر ابن السمعاني في الأنساب في ترجمة الجريري ، بفتح الجيم وكسر الراء ، نسبة إلى مذهب محمد بن جرير الطبري . قال : وكان منهم إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني . ثم نقل عن ابن حبان أنه قال فيه : إنه جريري المذهب ولم يكن داعية .

قال شيخنا : ولم ينسبه ابن حبان لمذهب محمد بن جرير الطبري ، وإنما نسبه لمذهب حرير بن عثمان ، وهو بالحاء المهملة ثم راء ثم راء . ولو لم يكن في هذا إلا مخالفة التاريخ ; فإن إبراهيم المذكور في طبقة شيوخ محمد بن جرير ، وكانت وفاته بعد مولد ابن جرير بأربع وعشرين سنة ، فكيف يكون على مذهب من هو في عداد شيوخه ؟ ! وينقسم كل منهما إلى تصحيف بصر ، وهو الأكثر ، وسمع ، وهو قليل . وكذا إلى تصحيف لفظ ، وهو الأكثر ، ومعنى ، وهو قليل .

التالي السابق


الخدمات العلمية