الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ويشمل الصحابي الأحرار والموالي ، الذكور والإناث ; لأن المراد به الجنس . ثم إن التعبير في التعريف بالرؤية هو في الغالب ، وإلا فالضرير الذي حضر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، كابن أم مكتوم وغيره ، معدود في الصحابة بلا تردد . ولذا عبر غير واحد باللقاء بدل الرؤية . وإن قيل : إنها تكون من الرائي بنفسه وكذا بغيره ، لكان مجازا ، وكأنه لحظ شمولها بالقوة أو بالفعل ، وهو حسن . وأما الصغير غير المميز ; كعبد الله بن الحارث بن نوفل ، وعبد الله بن أبي طلحة الأنصاري ، وغيرهما ممن حنكه النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعا له ، ومحمد بن أبي بكر الصديق المولود قبل الوفاة النبوية بثلاثة [ ص: 80 ] أشهر وأيام ، فهو وإن لم تصح نسبة الرؤية إليه ، صدق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رآه ، ويكون صحابيا من هذه الحيثية خاصة . وعليه مشى غير واحد ممن صنف في الصحابة ; خلافا للسفاقسي شارح البخاري ; فإنه قال في حديث عبد الله بن ثعلبة بن صعير ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد مسح وجهه عام الفتح ما نصه : إن كان عبد الله هذا عقل ذلك أو عقل عنه كلمة كانت له صحبة ، وإلا كانت له فضيلة ، وهو في الطبقة الأولى من التابعين . وإليه ذهب العلائي ; حيث قال في بعضهم : لا صحبة له ، بل ولا رؤية ، وحديثه مرسل . وهو إن سلم الحكم لحديثهم بالإرسال ; فإنهم من حيث الرواية أتباع ، فهو فيما نفاه مخالف للجمهور . وقد قال شيخنا في ( الفتح ) : إن أحاديث هذا الضرب مراسيل . قال : والخلاف الجاري بين الجمهور وبين أبي إسحاق الإسفراييني ومن وافقه على رد المراسيل مطلقا ، حتى مراسيل الصحابة ، لا يجري في أحاديث هؤلاء ; لأن أحاديثهم من قبيل مراسيل كبار التابعين لا من قبيل مراسيل الصحابة الذين سمعوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - . قال : وهذا مما يلغز به فيقال : صحابي حديثه مرسل ، لا يقبله من يقبل مراسيل الصحابة . انتهى .

ولأجل اختيار عد غير المميزين في الصحابة كانت في بيت الصديق أربعة من الصحابة في نسق ، وهم : محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة ; كما سيأتي مع ما يلائمه في رواية الآباء عن الأبناء إن شاء الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية