السؤال
ابني عمره عشر سنوات، ويصلي في المسجد الموجود تحت البيت، وأمس اكتشفت أنه أخذ من رجل بعض النقود، واشترى بها "شيبسي"، وقال لي إن الرجل عرض عليه أن يأخذ هذه الأموال، واكتشفت أنه يخبئ الشيبسي في غرفته؛ لأنني أمنع أولادي من أكله لخطورتة ولوجود حالة مرضية عند أخيه، صعقت من ذلك ومن كذبه وعدم مصارحته لي بعد أن شممت رائحة الشيبسي في فم أخيه الصغير، وصارحتني ابنتي أنه فعل ذلك قبل هذا، واشترى علبة أقلام رصاص وخبأها.
مع العلم أنني أوفر له كل شيء، حتى الرفاهيات، صدمت من كذب ابني، فماذا أفعل معه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإننا نشكر لك حرصك واهتمامك بتربية أبنائك، وتعويدهم فضائل الأخلاق، وننصحك أولا بتهدئة أعصابك وأنت تتعاملين مع أطفالك، فكذب ولدك عليك لا يستحق كل هذه الصدمة التي تعرضت لها، فالأطفال يكذبون لأسباب عديدة، والطفل لا يقوم الأمور بتقويم الكبير لها، فهو لا يعرف قبح الكذب وشناعته؛ ولذا فقد يقع فيه دون مبالاة، ومعالجة الكبار أحيانا لكذب الطفل قد تؤدي إلى إصراره على الكذب.
وواضح جدا أن كذب طفلك كان سببه رغبته الشديدة في شراء الشيبسي، وهو لا يدرك قطعا الأسباب التي تجعلك تمنعينه منه.
فينبغي أن تتعاملي مع الموقف بهدوء، ولا تظهري لطفلك انزعاجك وصدمتك بكذبه، ويمكنك أن تجنبي الطفل الوقوع في الكذب مرة أخرى، ليس بالزجر والصياح وتهديده ونحو ذلك من الأساليب، بل باتباع الخطوات التالية:
1) حاولي التوسط والاعتدال، فلا تمنعيه من رغباته في هذا المطعوم بالكلية، بل إن وجد بديل خال من الضرر فسارعي إلى شرائه، وعودي الطفل أن يختار بنفسه بعد أن تحاولي أن توضحي له أن هذا النوع ضار ويسبب الأمراض، بلغة تتناسب مع الطفل، وأن هناك بدائل أخرى يمكنه أن يتخير منها ما يشاء.
2) أشعري الطفل بالأمان حين يخبرك بالحقيقة، وأظهري له أنك أكثر ارتباطا بذلك؛ حتى لا يضطر إلى الفرار للكذب.
3) حاولي أن تغرسي في طفلك الشعور بأنه ليس بحاجة إلى المال من مصادر أخرى غير والديه لتحقيق ما يريد، وأن في مال الوالدين ما يكفي لما يحتاجه، لكن حين يمنعونه من شيء إنما يمنعونه لما في ذلك الشيء من الضرر.
4) بيني لطفلك حسن الصدق وقبح الكذب، وذلك بإسماع قصص الأطفال التي فيها الحث على الصدق أو التحذير من الكذب، واشتري له قصصا في هذا المعنى.
5) بيني له أن الكذب خلق قبيح وإن وقع فيه الكبار؛ لأن الطفل قد يرى الكبار يكذبون فيحاكيهم.
نسأل الله أن يعينك على حسن تربية أبنائك، وبالله التوفيق.