السؤال
السلام عليكم..
أنا متزوجة منذ حوالي ثمان سنوات، وأنجبت ثلاثة أولاد، وأعاني من سوء المعاملة من قبل زوجي، بالضرب والسب والشتم والإهانة في كل وقت وحين، وكذلك إهانة أهلي في كل وقت.
مع العلم أن أهلي طيبون جدا، إلا أنه في حالة غضبه يسبهم ويشتمهم، وهو يتدخل في كل كبيرة وصغيرة في البيت، وفي تربية الأولاد، وأنا الآن زعلانة وعند دار أهلي أكثر من عشرين يوما.
وهو لا يسأل عني ولا عن الأولاد، وهذه الظاهرة تكررت أكثر من مرة، مع العلم أنني موظفة وهو موظف، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الذين يضربون زوجاتهم ليسوا من الخيار، والذين يتابعون كل صغيرة وكبيرة يحولون حياة أسرهم إلى جحيم، ولا يزال التغافل من خلق الكرام.
ولست أدري هل هذه القسوة جديدة أم هي طبيعة في الرجل؟ وما هي أسباب الغضب المتكرر الذي يعقبه السب واللعن؟ وما دخل الأهل في مشاكله؟ وهل هم يكثرون التدخل في حياته؟ وما هو تصرفك عندما يغضب؟ فإن المرأة العاقلة تسكت عند غضب زوجها وتترك الحجرة التي فيها الخصام وتذكر الرحمن حتى يهدأ الرجل.
ومعرفة السبب تساعد في إصلاح الخلل والعطب، وتفادي أسباب الغضب تقلل من الشرور، وهدوؤك عند غضبه تساعده على العودة إلى صوابه، وقد قال أبو الدرداء لزوجته: "إذا غضبت فرضني، وإذا غضبت رضيتك وإلا لم نصطحب".
فحاولي أن تكوني قريبة من زوجك، ولا تدخلي أهلك في مشاكل منزلك، وأظهري لزوجك الاحترام، خاصة أمام أبنائه والمعارف والجيران، واقبلي تدخله الإيجابي في توجيه الأولاد، وعاونيه على وضع منهج موحد للتوجيه والتربية، واحرصي على التوفيق بين أداء حقه ووظيفتك، ولا تظهري له التعالي بوظيفتك، ولا تقارني بين نجاحك وفشله، ولا تتكلمي عن الآخرين في وجوده، ولا تخرجي من البيت إلا بإذنه، واحرصي على كتمان مشاكل منزلك.
وحاولي أن تغيري طريقة التعامل معه، وانظري إلى مصلحة أطفالك، والزمي تقوى الله، فإن الله وعد أهلها بتيسير الأمور وتفريج الكروب، فقال سبحانه: ((ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ))[الطلاق:4]، وقال سبحانه: ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا ))[الطلاق:2] وعمري دارك بالقرآن، وأكثري من ذكر الرحمن، وشجعي أولادك على البر بوالدهم بعد الطاعة لله خالقهم.
والله الموفق.