الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي غير صريح وسريع الانفعال ولا يحترم مشاعري!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أصبحت غير مرتاحة نفسيًا وعاطفيًا مع زوجي، فهو يغضب لأتفه الأسباب، ولديه عقدة الكمال، ويريد كل شيء مضبوطًا حتى في أصغر الأشياء، وهو سريع الانفعال، ودائمًا يسيء الظن بشكل متعب، وأنا أبرر تصرفاته طوال الوقت.

حاليًا يكذب في موضوع ما، وبحلف كذبًا، ويتهمني بالخيال، وهو مهووس بالحسد، ويعتقد أن جميع الناس يركزون في حياته، ولا يتمنون له الخير، ولو أراد إنجاز أي أمر ينجزه بالسر، وعائلته كذلك يخافون من الحسد.

المشكلة الثانية: هي الكذب، وهو لا يعتبرني محل أسراره، بخلاف السابق في بداية زواجنا، وصار الآن يخفي علي أخباره، ويكذب، ولا يراني جزءًا من عائلته، وما زال مصممًا على الكذب حتى في أبسط الأشياء، ويرغب بالخصوصية بينه وبين عائلته.

بعد عامين من معاشرته أصبحت خائفة طوال الوقت، ولا أستطيع التحدث معه بعواطفي؛ لأنه دائم الانفعال، ولا يستوعبني ويفهمني، وينتقد سلوكياتي وصغر سني، علمًا أن الفارق بيننا 13 سنة، وأنا الآن لا أستطيع التعامل معه، وهناك خوف دائم طوال الوقت، وأفكر جديًا بالانفصال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

أولًا: نتفهم حديثك وندرك الألم الذي تشعر به أي امرأة حين تجد نفسها محاطة بالتبرير في كل تصرفاتها، مع زوج لا يعتقد أنها مصدر ثقة بالنسبة له، كما نتفهم دور الشيطان في إشعال التوتر في البيت، وتضييق النفس، عن طريق ثلاث طرق:

1- تضخيم المشكلة فوق الحد حتى كأنها وحدها هي الحياة الزوجية.

2- تهيئة النفس لنسيان ما يمدح به الزوج من خصائل، حتى لو كانت قليلة.

3- التذكير الدائم للنفس بالحسنات، وما يمدح فيك كزوجة، مع التغافل عن الهنات التي تقع فيها أي امرأة.

هذه الثلاثية -أختنا الكريمة- متى ما استحكمت في أي أسرة، فإن العواقب تكون على ما ذكرت من كره وأكثر.

ثانيًا: لا شك أن ما وقع فيه الزوج خطأ، ولكن هو أقرب إلى الحالة المرضية منه إلى الحالة الطبيعية، وهو متألم بحياته أضعاف ألمك أنت من طريقته، والسؤال الذي يجب أن يطرح هو:
- لماذا وصل إلى هذه الحالة؟
- ما هي الأسباب الدافعة التي جعلته ينظر للغير هذه النظرة؟
- هل هي حالة نفسية يمكن علاجها؟
- ما هي الطريقة المثالية في التعامل معه؟

تلك الأسئلة التي يجب على الزوجة الصالحة -وأنت منهم إن شاء الله- أن تطرحها، لأن الرجل قد صار زوجك، وإصلاح الزوج خير من فقده، لا سيما ونحن في زمان تعاني المطلقات فيه معاناة لا يعلمها إلى الله، ونحن هنا تأتينا الرسائل المتتالية من زوجات كانت أكبر أمانيهن الطلاق، ولما حدث اكتشفن أنهن تعافين من مشكلة عارضة إلى مشاكل دائمة.

ثالثًا: إننا نوصيك بما يلي:

1- تضخيم حسنات الزوج في نفسك فوق ما تستطيعين، مع محاولة تهوين المشاكل؛ حتى تستقر عندك النفسية التي يمكنك من خلال استقرارها معالجة الوضع الحالي.

2- المحافظة على أذكارك، وقراءة سورة البقرة كل ليلة في البيت، أو على الأقل الاستماع إليها، فهي حصن حصين.

3- الوضوح التام في التعامل مع الزوج، والابتعاد عن فعل ما يقلقه، أو يثير ريبته تجاهك.

4- التغافل عن المشاكل الصغيرة، وعدم المناقشة فيها.

5- الاجتهاد في إقناع الزوج باستشارة طبيب نفسي في حالته، أو سؤالك أنت للطبيبة إن رفض هو.

6- إشاعة روح الحوار والحديث معه في أي مواضيع يحبها ويحب الكلام فيها؛ لأن الحوار وسيلة إلى التفاهم والتقارب.

وأخيرًا: طرح كل المعالجات الواقعية التي تصلح البيت، والابتعاد عن جعل الكره أو الطلاق وسيلة المعالجة، مع الدعاء لله عز وجل أن يشفي الزوج، وأن يصلحه، هذا ما نوصيك به، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً