نعيم القبر وعذابه

0 285

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مسألتي هي: أريد الاستفسار عن أمور تتعلق بالقبور، عندما زرت قبر خالي الذي توفي منذ ثلاث سنوات - وهي حادثة ليست ببعيدة - وجدت قبر خالي قد انخفض من ناحية رأسه وباقي القبر كما هو. فأريد أن أعرف إذا كان هذا مدلوله شيء معين، فأنا في حيرة!

انصحوني ماذا أفعل؟ وهل خالي يعاقب أم أنها مسألة عادية؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، فنحن هنا بالموقع في خدمتك وخدمة جميع المسلمين، ونسأله جل وعلا أن يبارك في وأن يثبتك على الحق وأن يغفر لموتاكم وموتى المسلمين ويدخلهم الجنة.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه بداية ومما هو ثابت شرعا أن القبر إما روضة من رياضة الجنة وإما حفرة من حفر النار، ولقد ثبت بالقرآن والسنة أن العصاة من الكفار والمنافقين وعصاة المسلمين يعذبون في قبورهم، وهذا ما ورد في القرآن والسنة، فلقد قال الله في شأن فرعون وقومه: ((مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا))[نوح:25]، وقال: ((النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب))[غافر:46]، وفي السنة (أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير) -أي: في ذنب كبير- فعذاب القبر ثابت بالكتاب والسنة ولا مجال لإنكار ذلك أو الشك فيه، كذلك نعيم القبر فهو كذلك من الأمور الثابتة شرعا.

ومما أجمع عليه علماء الإسلام: أن الله قادر على أن يعذب العبد أو ينعمه حتى وإن لم يدفن في أي قبر، حتى ولو أحرق فصار رمادا أو أكلته السباع أو الأسماك والحيتان، فالله قادر على إلحاق النعيم أو العذاب الأليم بالإنسان حتى ولو في أقل عضو من أعضائه وهو على كل شيء قدير.

وأما بخصوص ما ذكرتيه من انخفاض قبر خالك من جهة الرأس، فهذا لا يكفى أن يكون دليلا أبدا على أنه – لا قدر الله - يعذب في قبره، وعدم حدوث مثل هذا الانخفاض أيضا ليس دليلا على أن صاحبه في جنات ونهر، وإنما العبرة بعمل الإنسان والحالة التي مات عليها، فإذا كان عمله صالحا فإن قبره سيكون – بإذن الله – روضة من رياض الجنة، حتى وإن كان قد مات حريقا أو غريقا أو لم يعثر على أثر فإنه سيكون في أحسن حال وأتم نعم وإن روحه تنعم بالنعيم في الجنة كما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه من الشهداء أو غيرهم، وأما إذا كان عمل العبد سيئا فنسأل الله السلامة والعافية.

ونحن معاشر الأحياء مازال أمامنا فرصة لنفع أمواتنا من المسلمين وذلك بالدعاء لهم قدر استطاعتنا خاصة للوالدين فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرجل لترفع له الدرجة في الجنة فيقول: يا رب أنى لي هذه؟ فيقال: باستغفار ولدك لك) فأكثر من الدعاء لخالك ولجميع أقاربك الأموات ولغيرهم من أموات المسلمين وسيستفيدون من ذلك بإذن الله.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات