الصبر على زوج يعشق الكثيرات، والدعاء هو الفرج.

0 572

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

لقد أرسلت لسيادتكم مشكلتي قبل ذلك، وكانت بعنوان (زوجي أدمن امرأة)، وكان ملخصها أنه بعد عشر سنوات و4 أبناء أحب زوجي امرأة أخرى، ويعيش معها بورقة عرفية في السر بناء على طلبها، وأنني ذقت معه خلال عامين من معرفته بها أشد أنواع الإيذاء المعنوي والبدني، والذي وصل لحد أن يحدثها أمامي عبر الموبايل والإنترنت، ولا يبالي بمشاعري ولا مشاعر أبنائنا الصغار، وأيضا تصميمه على تسمية صغرى بناتي باسم عشيقته (نشوى) ولم يرحمني من ذلك سوى رؤية رأتها والدته باسم صغرى بناتي.

ولقد تفضلتم بالرد علي، ونصحوني بمزيد من الصبر، لاسيما وأنني طلقت مرتين بسبب هذا الموضوع اللعين.

ولكن الآن أصبح زوجي طائرا بين النساء من واحدة لأخرى، فلقد أدمن طريقهم، وهو في سبيل ذلك ينفق ببذخ من فواتير مكالمات دولية وداخلية، إلى خروج ونزهات وعزومات وغيره، فتثاقلت عليه الديون ولم يجد أمامه سواي، فطلب مني بيع سيارتي التي اشتراها لي بعد زواجنا، والتي ساهمت في قيمتها بما يزيد عن الربع، وهو يعدني بأن يعطيني ما دفعته ويأخذ هو باقي القيمة، كما أنه يطالبني بالتنازل عن الشقة التي نسكن بها، والتي تؤوينا وتؤوي أبنائي وإلا لن يقوم بسداد قسطها الكبير والذي لا أستطيع أن أقوم بسداده.

وأنا أعلم علم اليقين أنه سوف يأخذ كل ما أملك، ثم يطردني أو يهددني بالطلقة الثالثة، حيث إنه أصبح لي كارها، وأنا أشعر أنني ذليلة، ذلة الضعف والهوان والانكسار والخوف من الطلاق وتشريد 4 أبناء منهم 3 بنات.

إنني أصبحت أنا الأخرى له كارهة، فلقد آذاني معنويا وبدنيا، وهجرني وأصبح يعشق النساء في بيتي وأمام عيني عبر الهاتف والنت، وبعد أن انعدم بيننا المودة والرحمة، وأصبح له سكن آخر يسكن إليه، وأصبحت له مجرد خادمة -كما يقول- له ولأولاده، وأصبح يراني في أقبح صورة، فيعيرني بأنفي الذي أصبح يراه كبيرا، وبشرتي التي اسودت في عينه، وغيره مما لا يد لي فيه، وأصبح يرفض أي محاولة مني للقرب منه، ويهينني أمام أقاربه والغرباء، فأصبحت أكرهه بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، ولولا خوفي من كلمة الطلاق وتشريد أبنائي لطلقت منه، وتركت له الجمل بما حمل، وأنجو بما تبق لي من كرامة وعزة نفس، والذي يحز في نفسي أنه يجعل عشيقته تكلمني وتغيظني به، وهو يدافع عنها، وأنا أم أبنائه ينهرني، فماذا أفعل؟

أفيدوني يرحمكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كان الله في عونك، وشد من أزرك، وربط على قلبك، وعوضك خيرا عن تلك الهموم والمصائب، وكتب لك النصر والتوفيق في حربك هذه، ورد إليك زوجك كأفضل ما يكون الأزواج، اللهم آمين.

حقا إنها حرب مدمرة تأكل الأخضر واليابس أشعلها الشيطان -لعنه الله- في بيتك حتى يفرق شمل هذه الأسرة، ويشتت أفرادها، ولكن هل تظنين أن الشيطان مهما بلغت قوته وكيده يكون أقوى من الله جبار السماوات والأرض، الذي يقول للشيء كن فيكون؟

هل تظنين أن الله يتخلى عن أوليائه ويدعهم لقمة سائغة للشيطان وحزبه الأشرار؟

هل تظنين أن الباطل يغلب الحق وينتصر عليه في جميع الجولات؟

هل رأيت ليلا لم يأت بعده نهار يبدد ظلماته؟

بالطبع ستقولين: لا، وألف لا، فالله جل جلاله على كل شيء قدير، ولم ولن يتخلى عن أوليائه أبدا، ولكنها سنة الابتلاء والامتحان والاختبار في تلك الحياة القصيرة الفانية، فإياك ثم إياك أن يتسرب اليأس إلى قلبك، ومهما طال الانتظار فلابد لشمس الحق أن تشرق يوما لتبدد ظلمات الليل، وأنا أراها الآن في الأفق، فما دام زوجك قد أصبح لا يلتقي بخليلة أو عشيقة واحدة، فمعناه أنه سئم هذه الشيطانة وأصبح يبحث عن غيرها، وغدا لن يجد أمامه إلا الزوجة الطيبة الحلال ليرتمي في أحضانها، فعليك بمزيد من الصبر ولا تهملي من نفسك، وتظاهري بأنك كالجبل القوي الشامخ الذي لا ينحني أمام أعتى الرياح وأقوى الأعاصير، وأكثري من اللجوء إلى الجبار القاهر فوق عباده، وابكي بين يديه أن يعجل بالفرج، وإياك أن تبيعي السيارة أو تتنازلي عن الشقة مهما كانت الضغوط، واعتذري له عن ذلك بلطف وأدب، وأكثري من قولك: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، وكذلك دعاء الكرب، وسينصرك الله تعالى.
تمنياتي لك بالتوفيق والسداد.

الشيخ / موافي عزب.


مواد ذات صلة

الاستشارات