الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يتواصل مع زميلته في العمل، كيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم

أنا وزوجي علاقتنا ممتازة، ونتعامل مع بعضنا باحترام وحب، ولا توجد أي مشاكل، ولكن اكتشفت أن زوجي يتواصل مع زميلته في العمل، واجهته بالأمر، وكأي رجل بدأ ينكر. بعد تثبيته في العمل لاحظت تغيّرًا كبيرًا في تصرفاته، وخروجه للعمل أصبح بلهفة غريبة.

ورغم الاعتذارات الكثيرة منه والتصافي والوعود، للأسف اكتشفت صورة له مع زميلته في العمل وهما في حديقة يمارسان الرياضة، وكانت الزميلة نفسها التي كان يتحدث معها، والتاريخ كان بعد الاعتذار، والمكان بعد ساعات الدوام، وهو يعمل بعيدًا عن البيت، مع العلم أن زميلته على علم أنه متزوج، وقد رأتني مرة أيضًا، يبدو أن هناك تماديًا من الطرفين.

أنا في حيرة من أمري ولا أعلم كيف أتصرف، فقد نفدت الحلول عندي وفقدت الثقة، مع العلم أنني أهتم بنفسي كثيرًا، وأمارس الرياضة، وأشجعه عليها دائمًا، وليس الأمر جديدًا.

جميع أصدقائه جيدون وملتزمون، لا يوجد لدينا أطفال حتى الآن، وقد مر على زواجنا عدة سنوات.

لا أجد أنه من الطبيعي أن أذهب إلى مكان عمله دائمًا، فأنا مقتنعة أن من يريد أن يرتكب خطأ، يمكنه إيجاد أي طريقة وفي أي وقت لفعله، أشعر أنه منجرف في هذا الأمر ولا أستطيع إيقافه.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يرد زوجك إلى الحق، وأن يهديه لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسن إلا هو.

ليس في الإسلام صداقة أو زمالة بين رجل وامرأة، إلا إذا كانت هذه المرأة زوجة له، أو كان محرمًا من محارمها "عمة، خالة، أخت" وأما ما يحدث من علاقات بين الموظفين والموظفات، فهذا لا يمكن أن يرضى عنه رب الأرض والسماوات.

وعليه أرجو أن تكوني عوناً لزوجك على ترك هذه العلاقات، أو جعلها في حدود العمل، وبالضوابط الشرعية، أما أن يتأخر، أو يلعب، أو أن تكون بينهما تبادل الصور؛ فهذا كله ينبغي أولًا أن يدرك أنه لا يرضي الله تبارك وتعالى، ونتمنى أن تجعلي مدخلك أيضاً الغضب لله، وليس لنفسك، نحن نقدر مشاعرك كأنثى، لكن حتى يبارك الله لنا، ينبغي أن تعرفي أنه عاص لله، ويعرف أنه عصى الله قبل أن يكون مقصرًا في حقك كزوجة.

وسعدنا إلى إشارتك أن العلاقة بينكما ممتازة، وأنكم تحترمون وتحبون بعضكم، وعليه نحن ندعوك إلى مزيد من الاهتمام به، ومزيد من التزين والحرص على القرب منه، ومزيد من الدخول إلى حياته؛ لمعرفة الأمور التي تشده، وننصحك بالسؤال عن عمله، وعن نجاحاته، والاهتمام بهذا الجانب؛ لأنه كلما زادت القواسم المشتركة بين الزوجين تعمقت العلاقة، وهذا من المعاني المهمة أيضاً، مع الاستمرار في التذكير والتخويف من الله تبارك وتعالى.

أتمنى أن لا تفقدي ثقتك، فالإشارة الأولى أن علاقتكم ممتازة، وأنه يحترمك ويحبك؛ دليل على أنك -ولله الحمد- مقدَّمة، لكن إبعاده عن المعصية، إبعاد الأخريات، هذا يحتاج منك إلى عناية زائدة بنفسك، إلى تذكيره بالله تبارك وتعالى، إلى بحث عن المشتركات، بحث عن الأسرار التي تجذبه للزميلة أو لغيرها، ما الذي يبحث عنه؟ وهذا يمكن أن يعرف من خلال الحوار، من خلال أيضًا معرفة الاهتمامات التي يهتم بها.

فمن الحكمة أن تهتم الزوجة باهتمامات زوجها، وأن يهتم هو بما تهتم به الزوجة؛ لأن هذا يؤثر على قوة العلاقة، فكلما كانت هناك قواسم مشتركة وقضايا يحبها الزوج وتحبها الزوجة، زادت العلاقة، وزاد الوقت الذي يقضيه الرجل مع زوجته، نسأل الله أن يهديه، وأن يرده إلى الحق والصواب.

ومرة أخرى: أرجو ألا تتأثري؛ لأن الشيطان لن يتركك، سيذكرك بهذا، سيذهب بك إلى وساوس بعيدة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرد زوجك إلى الحق والخير، وقطعًا هذا الذي يفعله لا يقبل من الناحية الشرعية، وأرجو أن يكون هذا منطلقاً لكلامك معه في منتهى الهدوء.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً