الأمراض النفسية والعقلية عند المسنين .. كيف نتعامل معها

0 466

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.

السيد/ أخصائي الطب النفسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود أن أطرح عليكم حالة والدتي، والتي أرجو من الله ثم منكم أن أجد لها علاجا .

حيث تبلغ والدتي من العمر تقريبا سبعين عاما، وتعاني من بعض الأمراض المزمنة كالضغط والسكر، وأهم ما في الأمر أنها تعاني من حالة النسيان الشديد وبشكل ملفت للنظر، وكذلك تعاني أيضا من شدة الوسواس، بحيث إذا دخلت لدورة المياه للوضوء أو الاستحمام فإنها تقضي مابين ساعتين إلى ثلاث ساعات في دورة المياة، لدرجة أنني أقوم بغلق مصدر الماء من الخارج لكي أضطرها للخروج، وكذلك تقوم بدعك ذراعيها وأصابعها بيدها وتقول إن بهما ترابا أو غبارا، وتحاول أن تزيله بهذه الطريقة.
كما أنها تقوم بدعك وجهها بالمحارم الورقية حتى تتحول المحارم إلى قطع صغيرة جدا مثل ذرات الطحين.

وتعاني أيضا من شدة الخوف، لدرجة أنها لا تستطيع المكوث في أي غرفة بالمنزل لوحدها ولو حتى لدقيقة، فنحن نتناوب في المنزل بالجلوس بقربها ولا نتركها أبدا من شدة الخوف الذي ينتابها.

أرجو التكرم بإفادتي فيما إذا كانت حالة والدتي تعتبر من الأمراض النفسية التي يستوجب علاجها لدى الطبيب النفسي، وإذا كانت كذلك فما هو العلاج المناسب لمثل حالتها ؟ وكيف يتم علاجها؟

ولكم تحياتي وتقديري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المجد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرا على سؤالك، أولا بالنسبة لأمر النسيان الشديد في مثل حالة والدتك فربما يكون سببه العمر مع وجود اكتئاب ثانوي، والسبب الثاني ربما يكون هو إصابتها بنوع من العته (الخرف)، وأشهر أنواعه هي علة (الزهايمر) خاصة إذا كانت ذاكرتها متدهورة بالنسبة للأحداث الحديثة، وأكثر تماسكا بالنسبة للأمور السابقة.
أما ما يصدر منها من سلوكيات أخرى فهو يدل على وجود وساوس قهرية مع مخاوف، وهذه كثيرا ما تكون مرتبطة أيضا بالاكتئاب النفسي، أو بدايات الخرف.
بالنسبة لهذه الوساوس والمخاوف يعتبر أنجع علاج لها هو العلاج السلوكي، والمتمثل في منعها من الإستجابة لمصادر الوسواس والخوف، ولكن نسبة لحالتها المعرفية (ذاكرتها) وسنها ربما يصعب تطبيق البرامج السلوكية بدقة، وننصحك بمواصلة جهدك بمنعها قدر المستطاع، ويمكن مساعدة والدتك بصورة أفضل بإعطائها أحد الأدوية المضادة للوساوس والمخاوف، وأفضلها في مثل هذه السن هو الدواء المعروف باسم (فافرين)، والذي يعطى بواقع 50 ملمجرام يوميا بعد الأكل ويمكن أن ترفع لـ 200 ملمجرام في اليوم لمدة ستة أشهر، وهذا الدواء سليم جدا ويفيد أيضا في حالة وجود اكتئاب نفسي.

بالنسبة لضعف الذاكرة يمكن أن تجرى لها بعض الفحوصات للدم للتأكد من نشاط الغدة الدرقية؛ لأن في بعض حالات عجز هذه الغدة تضعف الذاكرة، ويمكن قياس فايتمين ب 12 أيضا؛ لأن نقصه يسبب أيضا ضعفا في الذاكرة، ولكن هذه احتمالات ضعيفة أيضا.
وأرجو أن لا تنزعجوا إذا لم تتوفر امكانيات لعمل هذه الفحوصات، وهنالك وسائل بسيطة لتحسين الذاكرة أو إيقاف تدهورها على الأقل بصورة نسبية، ويتمثل ذلك في إعطائها وإخبارها بالمعلومات البسيطة دون سؤالها عن الأمور مثلا، ويجب أن تعرفي نفسك لها وتخبريها باليوم والزمن وإطلاعها على الأحداث الحياتية اليومية بصورة مبسطة.

توجد بعض الأدوية التي تساعد على تحسين الذاكرة، خاصة في مراحله الأولى، وهذه الأدوية من المستحدثات الطبية الجديدة، ومنها الدواء المعروف باسم (أريسبت)، والدواء الآخر يعرف باسم (ريمانيل)؛ علما بأن هذه الأدوية تساعد حوالي 40% من مرضى الخرف في مراحله الأولى، ويعاب عليها أنها باهظة الثمن، فلا حرج عليكم إن شاء الله إذا لم تتمكنوا من الحصول عليها.

أسأل الله لها الشفاء والعافية، وأن يثيبكم على رعايتكم واهتمامكم بها، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات