السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد حدثت بعض الخلافات بينى وبين زوجتي، وكان والد زوجتي مسافرا، وزوجتي ذهبت إلى بيته لكثرة المشاكل، ولما عاد من سفره اشترط أن أوقع على قائمة الأثاث قبل مقابلتي، وقال لي أنه اتفق مع أبي على التوقيع عليها قبل عقد الزواج، ولكن أبي قال لي أنه لم يوافق، وأنه رفض ولكن ليس شفهيا، بل ابتسم ساخرا.
والآن وقد عادت زوجتي إلى والدها، وهو مصر على طلبه، وأنا وأبي غير موافقين، ولقد عرضت على والد زوجتي أن يأخذ كل الأثاث في منزلي حلا لهذا النزاع.
فما رأيكم في هذا الموضوع؟ ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / خالد المحترم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بداية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يذهب عنك أنت وأهلك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يجمع بينكما في القريب العاجل، وأن يرزقكما قرارا واستقرارا وألفة ومحبة وسعادة وهدوءا وذرية صالحة تكون قرة أعين لكما في الدنيا والآخرة.
أخي خالد، ما أكثر المشاكل الأسرية في هذا الزمان، وما أقل العقلاء الذين يحرصون أن يتغلبوا على تلك المشاكل، ويتخطون تلك العقبات، ويوازنون بين المصالح والمفاسد، وأسأله تعالى أن يجعلك من أولئك العقلاء، وهذا ما لمسته في رسالتك ودفعني أن أقول لك هذا الكلام.
لذا أقترح عليك إدخال بعض الصالحين العقلاء ذوي الخبرة في حل تلك المشكلات للتوسط بينك وبين زوجتك ووالدها، والاتفاق على ما يكتب في قائمة الأثاث والعفش، ولا يخفى عليك أن هذه القائمة تحل كل الصداق، وهي حق للزوجة مقرر شرعا، وأن الناس في مصر يجعلونها بدلا من المهر، ويكتبون فيها ما تم إحضاره من أثاث من قبل الزوجين، فأرجو أن لا تبيع امرأتك بسبب هذه القائمة، خاصة وأنك عرضت التنازل عن الأثاث كله حلا للنزاع - كما ذكرت - لذا أنصحك كما ذكرت بالاستعانة ببعض أهل الخير للتوسط في أمر كتابة قائمة حتى لا تلغي تماما، ولا يبالغ فيها مبالغة مفرطة، ولا تنس أن رجلا أعطاك ابنته بدون قائمة ثقة فيك لا ينبغي أن تجعله يشعر بالندم على هذه الخطوة النادرة في زماننا هذا، فالقائمة حق لزوجتك فاحرص على ألا تضيع حقها، وتفاهم مع الوالد في ذلك، وأطفئ نار الفتنة، واحرص على إكرام زوجتك وأهلها، يكرمك الله في الدنيا والآخرة.