الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تضغط علي إما أن أستقدمها أو أطلق!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوج منذ 4 سنوات، ويشهد الله أنها نعم الزوجة، ولم يرزقني الله بالذرية، حاليًا سافرت منذ سنة وشهرين خارج مصر -الحمد لله- ربنا وفقني بعد 5 شهور من التعب والشقاء، ووجدت شغلاً، حاولت تعويض زوجتي ماديًا، ويعلم الله أنني لم أقصر في أي شيء سواء كان اهتماماً، أو حباً، أو مصاريف، وهي تستحق أكثر من ذلك بكثير، بصراحة لن أوفيها حقها، لكن طبعًا، لم أستقر بعد على أرض صلبة في الغربة، والشغل حتى الآن غير مضمون لدرجة أنني أستطيع أن أخطو خطوة وأستقدمها؛ لأن الموضوع مكلف ماديًا فعلاً، وأنا والله لا أقدر أن أفعل ذلك وخائف عليها من الغربة.

سافرت مصر إجازة شهراً واحداً -الحمد لله- وكانت الأمور بخير، وهي كانت طول فترتي عندها تقول: "خذني معك، أنا ضقت لوحدي"، ويعلم الله كيف أعيش، لكن حاليًا، بعد أن رجعت، كل فترة تضغط علي: "إما أن تأخذني معك، أو يكون الطلاق بيننا"، وحاليًا صعب أو شبه مستحيل من الناحية المادية أن أفعل ذلك؛ لأن الموضوع يحتاج مصاريف سكن شهرين أو أكثر، ومصاريف التأشيرة، ومصاريف التذكرة، ومصاريف المعيشة.

أحس أنني عاجز؛ لأنه ليس بيدي حلول، إما أن آخذها وأمشي في إجراءات السفر وأنا ماديًا غير قادر، أو أطلق، وفعلاً أنا تعبت من التفكير والله العظيم، مع الضغط النفسي الذي أنا فيه، أحتاج النصيحة، أو التصرف الصحيح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hany حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الوفاء والثناء على زوجتك، ونسأل الله أن يُعينها على الصبر.

وأرجو أن تعلم بنتنا أن الحياة تحتاج إلى تضحيات مشتركة، ونتمنى أن تُسمعها خيرًا، وتَعدها بالوعد الجميل، وتبيِّن لها الظروف التي تعيش فيها، وأنك ما سافرت إلَّا لتُحسِّن الأوضاع المالية للأسرة.

ونحن أيضًا ننصح أن تكون كل الخطوات مدروسة؛ حتى لا تدخل في أمور تجلب عليك وعليها إشكالات وديوناً، ونسأل الله أن يعينكم على الاستمرار والاستقرار، والأصل طبعًا أن تكون الزوجة مع زوجها، فإذا وجدت فرصة فاغتنم هذه الفرصة، وأن تحسن الاعتذار لها، وعَبّر لها بأنك تشاركها الشوق وتشاركها في أهمية أن تكونَ معك؛ لأن سعادتك تكتمل بوجودها؛ فالمرأة تحتاج إلى دعم معنوي، وتحتاج إلى أمن وأمان، وحب تشعرها به، وهذا ممَّا يُعينها على الصبر على هذه الظروف الصعبة.

أيضًا لا بد أن نعرف هذا الضيق الذي تواجهه، هل له أطراف أخرى؟ هل هناك من يدعوها إلى أن تُلحّ عليك، أم هي من نفسها؟ هل وضعها هناك غير مريح؟

هذه الأمور ينبغي أن تنظر إليها؛ لأنه إذا عرف السبب بطل العجب، ولكن نحن لا نؤيد الاستجابة لرغبتها في الطلاق، ونتمنى أن يكون للعقلاء والفضلاء من أهلك وأهلها دور في إعانتكم على الاستقرار الأسري، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

وفي الجانب الآخر: اجتهد أنت في أن تُوفّر ما تستطيعه لتكون معك؛ لأن الناس ما تزوجوا إلَّا ليكونوا مع بعضهم، وتزداد أهمية وجودها معك لعدم وجود ذرية بينكم؛ لأن هذا أيضًا يُمثِّل ضغوطًا اجتماعية بالنسبة لها، فالمرأة لمَّا تتزوج تريد أيضًا أن تُنجب أطفالًا؛ لأن هذا يضمن أماناً أكثر، واستقراراً أكثر للأسرة.

نسأل الله أن يُعينكم على الخير، وأن يُوسّع عليك في الرزق، وأن يُلهمكم السداد والرشاد، ونكرر دعوتنا لك بعدم التفريط في هذه الزوجة التي مدحتها وأثنيت عليها، وشكرًا لك على عدم التقصير معها في الناحية المالية، ونتمنى أيضًا أن تجتهد في أن تكون معك.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً