السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاكم الله خيرا وثقل موازين حسناتكم.
من الله علي بالالتزام، وكنت أبتعد عما يغضب الله، ولكني فتنت، فقد كنت لا أقوم بالنمص سابقا ولمدة طويلة، رغم الفتن التي نراها، والآن عندما أنظر إلى نفسي في المرآة أرى أنني لن أرضى على شكلي الا إذا قمت بالنمص، فأقوم بنمص شعيرات قليلة، وكنت أتذكر حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وأبتعد عن هذه الفكرة، وكلما أرى أقاربنا وأرى ما يفعلونه أحس بالنقص.
غير أني أردت أن أجعل زوجي لا يرى غيري، وأردت أن أتزين له كما تتزين النساء خارجا؛ من نوع إبعاده عن الفتنة الظاهرة، فزين لي الشيطان وقمت بترتيب حواجبي، وأنا الآن نادمة، وزوجي لم يلاحظ ذلك، وأحس أن شكلي أفضل، ولكن ألم المعصية ما زال يؤرقني. فماذا أفعل؟ مع أن لدي صديقات ملتزمات لا يقمن بالنمص ولكن لدي حاجب أعلى من حاجب وأطول منه؟ فهل هذا عذر للنمص؟
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثبتك على الحق، وأن يهدينا وإياك وسائر المسلمين صراطه المستقيم، وألا يضلنا بعد إذ هدانا، وأن يرزقنا الانقياد لجميع أوامره، إنه جواد كريم.
لا أتصور أن الذي حدث لك ومنك أنه فتنة في الدين بقدر ما أظنه نوع من الفتور والضعف الذي يصيب الكثير من المسلمين والمسلمات في فترات من الزمن، وهذا بحد ذاته قد يكون شيئا طبيعيا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لكل عابد شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد هدى). وطبعا الذي حدث نوع من المعاصي المحرمة كما لا يخفي عليك، وهو نوع من تزيين الشيطان وتلبيسه، حتى ظننت الآن أنك أجمل وأحسن، إذ كيف يكون المسلم جميلا وهو على معصية الله؟! ولا يجمل الإنسان ولا يزينه إلا الطاعة والاستقامة.
لذا عليك أختاه! - حفظك الله - أن تتوبي إلى الله مما حدث، وأن تتركي تلك المعصية، خاصة وأن زوجك لم يلتفت أو ينتبه لما صنعت، وهذا من فضل الله، كذلك عليك أن تعقدي العزم على ألا تعودي إليها بعد ذلك أبدا.
واعلمي - رعاك الله - أن حسن العشرة والتمسك بالدين والتوكل على الله والقيام بالواجبات الزوجية على الوجه الذي يرضي الله هي أهم أسباب السعادة، وأعظم عوامل استقرار الأسرة وثباتها وبقائها، فلا تطلبي ما عند الله أو ما عند الناس بمعصية الله؛ لأنه يحب الطائعين ويكره العاصين. فتوبي إليه واستغفريه، واعلمي أنه يتوب على من تاب، وأنه يحب التوابين ويحب المتطهرين.
مع دعواتي لك بالتوفيق والسداد، والسعادة في الدنيا والآخرة.