هل الزواج من خلال علاقات الإنترنت ينجح؟

0 388

السؤال

السلام عليكم.

تعرفت على شاب من خلال الإنترنت، وارتحت له كثيرا، فمن خلال حديثي معه اتضح لي أنه على خلق، فكلامه كان محترما وغير مناف للأخلاق، وحتى الآن لم أتكلم معه إلا بالكتابة فقط، وقد طلب مني الارتباط به.

أنا لا أنكر أني أحبه، ولكن أشعر بالخوف الشديد والحيرة كلما فكرت في الموضوع، فأنا غير مرتاحة للطريقة التي تعرفنا بها، وقد قرأت فتاوى بعض الشيوخ التي تحرم الكلام بين الشاب والفتاة في الماسنجر، فهل هذه الطريقة قد تجعل حياتنا الزوجية في المستقبل مستقرة لما لها دور في إثارة الشكوك؟

لخوفي من ربي وأن هذه الطريقة قد تغضبه سبحانه كتبت له بأنه من الأفضل أن لا نتحدث مع بعض، ولكن رده كان: بأن الطريقة لا تهم إذا كان كل منا يحب الآخر.

قد طلب مني أن يراني قبل أن يأتي إلى البيت، وقد عرض علي أن نتبادل صورنا ولكني رفضت ذلك، وقد احترم موقفي إذا لم أكن أريد ذلك، وأنه لا يمانع إرسال صورته لي إذا رغبت أنا بذلك، ولا أعرف ماذا علي أن أفعل الآن؟ أرجو المساعدة والرد بسرعة.

أكرمكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله، وبعد:

أسأل الله أن يحفظك وأن يوفقك، وأن يرزقك الزوج الصالح، وأن يباعد بينك وبين الأشرار كما باعد بين الشرق والغرب.

احذري -يا ابنتي- من شرور الإنترنت، ولا تنخدعي بمجرد الكلام المعسول، واعلمي أن الشاب إذا وجد فتاة محترمة حرص على أن يكون من البداية أكثر منها احتراما واتزانا، وكذلك الفتاة؛ لأن العلاقات العاطفية تقوم على النفاق والمجاملة، وإظهار المثاليات والاتزان، وأرجو أن تتوقفي حتى من الكتابة، واطلبي منه إذا كان فيه خير أن يأتي البيوت من أبوابها، ويتقدم للرؤية الشرعية في حضرة الأهل ووفق الضوابط الشرعية.

أحذرك من إرسال الصور له، فبعض هؤلاء الشباب إذا وصلته الصور بدأ يهدد الفتاة بإخبار أهلها وبالفضيحة، فتخضع المسكينة للمجرم، ويكون الثمن هو عرضها وسمعتها وشرف أهلها.

حق لك أن تخافي، فنحن في زمان صعب، واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين، واعلمي أن للمعصية شؤمها وآثارها، ومن ثمارها الخوف والحيرة والاضطراب.

كونك غير مرتاحة للطريقة التي تعرفت بها عليه فهذا دليل خير وعفة فيك ولله الحمد، وقد أحسن المشايخ في فتواهم، وتأكدي أن الحياة الزوجية التي تبنى على هذه الطريقة مصيرها الفشل؛ لأنها تبدأ بالشكوك والخوف وسوء الظن؛ لأن كل طرف يشك في الآخر قد يستخدم هذه الوسيلة حتى بعد الزوج، فما الذي يمنع من أن يدمن على محادثة الفتيات من الاستمرار في هذا الطريق الوعر؟!
كذلك كيف يثق الرجل في فتاة خانت أهلها وكلمت الشباب في ظلمة الليل وغفلة الأهل، ونسيت رقابة الله سبحانه؟ زادك الله خوفا منه وحرصا على طاعته، وأرجو أن لا يراك إلا في بيتك في حضرة محارمك.

قوله لك: الطريقة لا تهم، كلام غير صحيح فالغاية لا تبرر الوسيلة، ولا بد للمسلم أن يحرص على أن تكون الوسيلة مشروعة، والغاية كذلك مشروعة، والله سبحانه أكرمنا بشريعة عظيمة رفعت الحرج، فلا مانع من إعلان رغبته لأهلك، وعندها سوف يتمكن من رؤيتك وفق الضوابط الشرعية، والصواب أن يبدأ الحب الحقيقي بعد الرباط الشرعي، وليس في فترة الخطوبة التي هي وعد بالزواج فقط.

وبالله التوقيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات