السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأساتذة الأفاضل القائمين على هذه الصفحة الطيبة، لا أجد أي كلمة شكر أشكركم بها على ما تقومون به وتقدموه للشباب، جعله الله في ميزان حسناتكم وأحسن الله إليكم.
لقد تم مساعدتي في مشاركات سابقة، وجزاكم الله عني خير الجزاء، لكن سؤالي هذه المرة لم أكن متوقعة أني سأسأله شخصا ما أو سيشغل تفكيري لهذه الدرجة .
المشكلة في الزواج، فأنا لا أنكر أني مثل أي فتاة تفكر في الزواج وتكوين أسرة مسلمة، وتربي جيلا مسلما نافعا، وهي مجرد فكرة ومجرد أحلام، وأحاول أن أستعد لهذا الدور بشتى الطرق، مثل التثقيف والعلوم وما شابه ذلك، لكن عندما يصبح الأمر جد -أي عندما يتقدم لي شاب ملتزم وطيب وذو خلق- لا أعرف ماذا يحصل لي، أخاف وأرتبك، وأدخل في دوامة: هل هو شريك حياتي؟ هل هو الشخص المناسب؟ هل سأكون زوجة صالحة؟ هل أنا الشخص المناسب لهذا الشاب؟ وهذه الأفكار تراودني إلى أن ينتهي الأمر بأن أرفض لحجج أحيانا تكون معقولة بالنسبة لي، مثلا أنه لا يكون على القدر الكافي من الالتزام والمعرفة، أو أحيانا أسباب ليست مقنعة، مثلا أني أشعر بضيق ولا أرتاح لهذا الشخص وأشعر أنه ليس الشخص المناسب لي .
مع أني في الغالب أرفض جميع الخطاب الذين يتقدمون لي عن طريق الأخوات أو العوائل من غير أن أراهم أو حتى أعطيهم الفرصة، أرفضهم مسبقا، وأكون جازمة أنهم ليسوا بتلك الكفاءة ؛ لأني أشعر أني لست مستعدة للزواج أو لتكوين أسرة.
أبي لا يهتم بالأمر، بل يكاد يكون أخرج نفسه من الموضوع، بل إنه يرفض كل شخص ملتزم وفيه كل الشروط لمجرد أنه عربي وليس من نفس القومية، فهو ليس ملتزم ولا يهمه الدين، بل يكاد يكون من المعادين للإسلام أسأل الله له الهداية والثبات، أشعر أن مسئولية الاختيار على كتفي أنا؛ لأني أبي لا يهمه الأمر ولا يبالي بالتزام الشخص ولا يهمه سوى القومية.
مشكلة أخرى: لا أريد الزواج من نفس القومية، وأريد الزواج من مسلم عربي، يمكن لأني أتقن اللغة العربية أكثر والله أعلم، أو لأني بقيت بينهم وعشت بينهم أكثر؟ والذين رفضتهم كانوا كذلك أي من نفس قوميتي، لم أرتح لهم نفسيا، وشعرت بضيق عندما قابلتهم، أما العرب الذين تقدموا فإني رفضتهم لعلمي المسبق أن والدي لن يوافق، وستحصل مشاكل وخلافات أنا في غنى عنها، مع أنهم خيرين وطيبين وذوو خلق ودين.
أنا في دوامة، بعد أن تكرر موقف التردد والحيرة والخوف وعدم الراحة عدة مرات كلما أصبح الأمر جد، وكان الشخص حسب المواصفات التي أتمناها وأطلبها.
من الإخوة الذين طلبوني ورفضتهم منهم من قال لي أني مغرورة، ومنهم من قال أني عديمة الشخصية، ومنهم من قال: احتمال تكوني مسحورة، لهذا كلما أصبح الأمر جد ترددت وخفت، وحاولت أن تجدي أي سبب لتقفلي الموضوع.
لا أعرف إذا كان من الممكن أن يكون كلامهم صحيح؟ أم أنهم يقولون هذا لأني رفضتهم؟
وما موضوع السحر هذا؟ هل من الممكن أن يسحر الشخص ولا يتزوج؟
ما رأيك فضيلتكم في مشكلتي؟ وما هو أنسب حل لي؟ أنا لا أنكر أني لم أعد صغيرة، لكني في نفس الوقت صابرة لأني مؤمنة أن مثل هذه الأمور قسمة ونصيب ومقدرة من عند الله متى ستكون ومع من، لكني فعلا لا أعرف وأخاف جدا من الموضوع.
أعتذر على الإطالة، لكني أحببت أن أوضح المشكلة من كل الجوانب لكي تستطيعوا مساعدتي وإرشادي، فأنا إنسانة أحب أن أحلل كل شيء وخاصة نفسي، أحب أن أفهم لماذا وكيف لكي أعرف التعامل معها.
ماذا يحصل لي؟ هل ما حصل من تجارب فاشلة متكررة في عائلتي، والانفصال بين أبي وأمي، والمشاكل المستمرة بينهم ممكن أن يكون هو السبب فيما وصلت إليه، ورفضي النهائي من الزواج من شخص من نفس قوميتي؟ فأنا فعلا لا أتخيل نفسي مع إنسان من نفس القومية .
أسأل من الله أن يتقبل كل مجهوداتكم ويجعلها خالصة لوجهه الله .
يا حبذا لو ترشدوني على كتاب إن كان اجتماعيا أو نفسيا ممكن أن يقويني ويساعدني ولكم مني جزيل الشكر.