التألم والحزن لحال المسلم البعيد عن الله تعالى

0 318

السؤال

بسم الله.
أنا دائما عندما أصاحب أي أحد أو أراه أخاف عليه من فتن الدنيا، وأتضايق عندما لا يأتي إلى المسجد، وأنصحه ولا يستمع للنصيحة، وأعرف أن الهداية بيد الله عز وجل، ولكني أبكي خوفا عليهم، بالرغم من أني محاضر وأحل قضايا الكثير من الشباب، ولكن لا أدري كيف أسيطر على نفسي؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
ولدي العزيز الداعية/ أحمد موسى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يزيدك توفيقا وهداية ومحبة للإسلام والمسلمين، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يحشرك في زمرة إمام الدعاة صلى الله عليه وسلم .

وبخصوص ما ورد برسالتك: فكلما كان الإنسان صادقا في إيمانه كلما كان أشد تأثرا بأحوال المسلمين، فيفرح لفرحهم ولإقبالهم على الله، ويحزن لابتعادهم عن دينهم، ويتألم لألمهم؛ لأن الحب في الله من علامات الإيمان الصادق، إذ إن من شروط لا إله إلا الله محبة هذه الكلمة، ومحبة أهلها العاملين بها، فأنت على خير نسأل الله أن يزيدك منه، وهو من علامات صحة الإيمان، فلا تخشى منه، بل سل الله أن يزيدك منه، وواصل الدعوة والنصيحة قدر الاستطاعة، وواظب على طلب العلم الشرعي الذي هو زاد الداعية وعدته التي لا غنى له عنها، خاصة حفظ القرآن الكريم، والاطلاع والإلمام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة أقوال أهل العلم ولو في المسائل التي تتحدث فيها، وحاول تطوير نفسك دائما، وواظب على حضور محاضرات الدعاة الكبار أو الاستماع إلى أشرطتهم لتتعلم كيفية فن الإلقاء، فإن هذا لأمور من أهم مسائل وعوامل نجاح الدعوة، وأكثر من الدعاء لنفسك بالثبات والتوفيق والسداد ولإخوانك جميعا بالهداية والرشاد، وأكثر من مجالسة الصالحين من الدعاة وطلبة العلم حتى تظل دائما في زيادة، ولتعان على معرفة الحق والثبات عليه، ولا تقلق من وضعك النفسي فهو شيء طبيعي جدا مع الصادقين، وربما يقل مع الأيام وكثرة المشاغل وزيادة الهموم، فتوكل على الله وسله أن يرزقك رقة القلب، وأن يملأ قلبك من خشيته، وأن يرزقك حبه وحب نبيه وحب أمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبالله التوفيق .



مواد ذات صلة

الاستشارات