الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفكير بحال الأمة والبعد عن تعاليم ديننا الحنيف!

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب مغترب، أدرس في جامعة في غير بلادي، في يوم من الأيام كنت أساعد الطلاب، وجاءتني فتاة جميلة وأعجبتني جداً، دار بيننا حديث، وبدأنا نتشاور ونجلس معاً، كنت معجباً بجمالها، لكن عندما تعرفت على شخصيتها وأمور دينها، اكتشفت أنها لا تعرف كيف تصلي، ولم تصل يوماً، قررت أن أهديها وأعلمها حتى أتزوجها بالحلال، ولكن شعرت بذنب الاختلاط، وأن ما أفعله حرام، قررت أن أتوقف عن مراسلتها، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعاني من التفكير بها، وأحلم بها كثيراً.

أصبحت أخاف من حال الأمة، وما وصلنا إليه من حرام وتبرج، وأشعر بالاشمئزاز والصداع من قصص الفتيات، اللواتي يتبادلن صوراً فاضحة وهن محجبات، كما أخشى أن أتزوج فتاة لها ماضٍ سيئ، ولا أعلم عنه.

أريد حلاً لهذا الصداع والتفكير المتزامن، حينما أرى فتاة مسلمة لا تبالي بالإسلام، وتذكرني بتلك الفتاة، فهل هنالك أجر لهذا الصداع بسبب الحزن على ما أصابنا؟ وما الحل لتفكيري؟ رغم أنني أصلي وأدعو ربي ليلاً ونهاراً أن يبعدني عن هذا التفكير، ولكن أعاني منه إلى الآن؟ هل يوجد هنالك دواء أو تمارين، أو أشياء معينة لتجنبها؛ لأني أشعر بالحياة الجحيمية!

وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونحيي رغبتك في الخير، ورغبتك في هداية البعيدين عن الله والبعيدات، ونسأل الله أن يهدينا وإيّاك، وأن ييسّر الهدى علينا، وأن يجعلنا سببًا لمن اهتدى.

أمَّا بالنسبة لدعوة النساء فالأفضل أن تقوم بها النساء؛ لأنها أقرب إليها؛ ولأنها تستطيع أن تتعامل معها وتوضح لها أحكام الشرع، وإذا كانت الفتاة قد استجابت لدعوتك إلى الله -تبارك وتعالى- فمن المصلحة أن تُعجّل بتحويلها إلى أخوات صالحات، أو تُعرّفها على قريبة أو إحدى محارمك، لتتواصل معها، وتبذل لها الهداية، ولا مانع بعد ذلك من الارتباط بها إذا ثبتت على الخير والحق والدّين، ونسأل الله أن يُعيننا وإيّاك دائمًا على تحمُّل هذه الأمانة، وبشارة من النبي -صلى الله عليه وسلم-، القائل: (لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا - طبعًا أو امرأة - خيرٌ لك من حُمْر النِّعم)، و(خير لك ممَّا طلعت عليه الشمس).

إذا خاف الإنسان على نفسه من الفتنة فمن المهم أن يُحوّل هذه المدعوة إلى جهات مختصة، أو مراكز متخصصة، والمراكز المتخصصة فيها داعيات يقمن بدعوة النساء، ودعاةٌ يقومون بدعوة الرجال إلى الله تبارك وتعالى.

أمَّا حُزنك على تفريط المؤمنات وتقصير المؤمنين والمؤمنات في أحكام دينهم؛ فهذا ممَّا يُؤجر عليه الإنسان، لكن المسلم مُطالبٌ بأن يكون له دور إيجابي، والدور الإيجابي يكون بالدعوة للدين، وتبدأ بالتزامنا في أنفسنا؛ لأن الإنسان إذا التزم بالدين كان قدوة لغيره، وكان مؤثِّرًا في مَن حوله، ثم بعد ذلك يبدأ بعرض الدعوة على الأقرب فالأقرب، ونكرر دعوتنا إلى أن تتولى البنات الفاضلات دعوة الأخوات، ويتولى الرجال دعوة إخوانهم من الشباب الذكور.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يُعيننا على القيام بما علينا، ونسأل الله أن يُعينك على الدعوة إلى الله بالأسلوب والطريقة الصحيحة، وأن يُبعدنا جميعًا عن الفتن ما ظهر منها وما بطن.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً