السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
جزاكم الله كل الخير على اهتمامكم بأحوال ومشاكل الشباب .
أنا مخطوبة لشاب متدين، وهو شاب مهذب وبار جدا بوالديه، وحنون على أخواته، وهذا شيء يسعدني كثيرا والحمد لله، ولكن المشكلة أني أحيانا أشك فيه، فمثلا إذا خرجنا -وطبعا أهلي معي- أتعمد أن أراقب نظراته؛ حتى أعلم إن كان يغض البصر أم لا، وأحيانا أجده يطيل النظر إلى الفتيات، ولقد سألته ذات مرة عن ذلك، فقال لي: إنه يغض بصره وإنه إذا نظر إلى أحد فتكون النية عنده سليمة، ولكني لا أصدق بسرعة، وفي الحقيقة أنا أحيانا أجده يغض بصره، وأحيانا لا، حتى أني أحيانا أظن أنه يمارس العادة السيئة، أنا خائفة أن تكون هذه الوساوس من الشيطان حتى يفرق بيننا، وعندما تأتي لي هذه الظنون أفزع إلى الصلاة وأتوجه إلى الله بالدعاء، ويكون قلبي منشرحا له، ماذا أفعل حتى أعلم إن كانت هذه مجرد ظنون أم هي حقيقة؟ أفيدوني أثابكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يوفقك في حياتك الدراسية والزوجية، وأن يزيل ما في نفسك تجاه خطيبك، وأن يعينه على الالتزام بشرعه.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأنا معك أن هذه التصرفات ملفتة للنظر، خاصة من إنسانة عفيفة تلتزم بشرع الله ولا تحب مخالفة أمره، وكلما كان إيمان العبد جادا وصادقا كلما كانت درجة إنكاره للمنكر أشد وأكبر، ورغم ذلك فأنا أتصور بأن الأمر يحتاج منك إلى بعض الصبر والحكمة وحسن الظن؛ لأن الأمور لا تعالج بهذه الصورة، خاصة وأن الشاب لم يتزوج بعد، وفترة الشباب غالبا ما تكون مشحونة بكثير من التجاوزات، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجب ربك من شاب ليست له صبوة) أي تجاوزات ومعاص، وقال: (سبعة يظلهم الله في ظله …. وشاب نشأ في طاعة الله) ولذلك أرى ألا تكثري العتاب أو المؤاخذة على كل صغيرة وكبيرة؛ حتى لا ينفر منك ويمل وإنما ساعة وساعة، وأنا على يقين من أن هذه التصرفات كلها وغيرها سوف تنتهي إن شاء الله بمجرد الزواج، وهذا واقع مجرب خاصة إذا كانت الزوجة مدركة لواجبها تجاه زوجها وتحاول إعطائه حقه وزيادة، وتحسن التبعل والتجمل له، وهنا لن يجد حاجة في أن ينظر إلى غيرها أو أن يمارس هذه العادة المحرمة، فاطمئني ولا تقفي أمام هذه السلبيات كثيرا، خاصة وأن الرجل يتمتع بصفات رائعة كما ذكرت، فلا مانع من التذكير العام أو الغير مباشر؛ لأن المسألة مسألة وقت، وعندما يكون معك في بيتك اصنعي معه ما تشائين، أنكري عليه ما تريدين ما دمت قد وفرت له كل أسباب السعادة والمتعة والراحة والإعانة على الطاعة، وثقي من أن الله سوف يعينه على ذلك بحسن معاملتك له، وكذا أوصيك بالدعاء له بالهداية والإقلاع عن هذه التجاوزات، وأن يعجل بجمعكما على خير.
وبالله التوفيق.