الوعود المالية من الخطيب لخطيبته وأثرها على الحياة الزوجية

0 355

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد حلا لمشكلتي والمتمثلة في وعود قطعتها لخطيبتي التي عقدت عليها قراني، والتي بعد التفكير وجدت أني لا أستطيع أن أنفذ بعضها، وهداني التفكير إلى أن النساء معظمهن طماعات لا يأبهن بالوضع المادي للزوج الذي عليه تجهيز كل شيء للحياة الزوجية المقبلة، وربما كانت خطيبتي من النوع الذي يأبه كثيرا لهذه الوعود الدنيوية، وبناء على هذه النتيجة وجدت أفضل حل لمشكلتي هي عدم إتمام الزواج، علما بأنني أحبها، ماذا أفعل؟ أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أبو العبد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يوفقك للخير، وأن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
إن بعض الناس يتوسع في وعوده للخطيبة وخاصة في الفترة الأولى، وتظهر هي من جانبها مقدارا كبيرا من المجاملة، وطبعا المبالغة من الطرفين لا تكون فيها مصلحة، والأفضل هو إظهار الأمور على حقيقتها، وتحكيم العقول وليس العواطف، فإذا نجح الرجل في إقناع المرأة بأن كل درهم يحافظ عليه فإنه سيكون في مصلحة الأسرة الجديدة، وأن الإسراف في المصروفات وركوبه موجة المظاهر لن يتضرر منها إلا هذه الأسرة الوليدة.

وليس من المصلحة أن تطول فترة الخطوبة، كما أنه لا يجوز التوسع في التعامل مع الخطيبة؛ لأن الخطبة هي مجرد وعد بالزواج وليست رباط شرعي يبيح للإنسان التوسع في العلاقات، علما بأن الكثير من الشباب يقع في أخطاء مدمرة في هذه الفترة وتكون بعد ذلك الحسرة والندامة.

ولا شك أن الطلبات المالية الكثيرة تضايق الأزواج وتهدد الحياة الزوجية بالفشل عاجلا أم آجلا، وعندما يتذكر الزوج الأموال الكثيرة التي بذلها ويجد من زوجته العناد والخلاف يتحسر ويندم ويقسو على زوجته، وأيسر النساء مهرا هي الأكثر بركة والأسعد في حياتها الأسرية.

والصواب أن لا يعد الإنسان زوجته بأمور فوق طاقته، وإذا تكرر الكذب على الزوجة فإن ذلك يفقدها الثقة فيه، وتخاف على مستقبلها، ويدفعها ذلك أحيانا لمزيد من الطلبات لتأمين مستقبلها.

ولا شك أن جل الناس يحبون المال حبا جما، ولكن عليك إقناعها بضرورة المحافظة على ما تحت أيدكم من الأموال للاستفادة منها في مستقبل حياتكما.

ولا ننصحك بترك الزواج فليس هذا حلا مناسبا، ولا يجوز للإنسان أن يخدع الناس، ولن يرضى أحد بذلك، وتخيل يا أخي لو فعل مثل هذا الموقف مع أختك أو إحدى قريباتك، فكيف ترضى مثل هذا للأخريات، ولا يؤمن الإنسان حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره لأخته وأخيه ما يكره لنفسه، وإذا كنت تحبها فليس للمتحابين أفضل من النكاح، وقد تتبعها نفسك إذا تركتها وتزوجها رجل آخر فتصبح قد ارتبطت به وأنت تنشغل بها وهي لا تحل لك.

وأرجو أن تلاحظ الجوانب الإيجابية أيضا، فإنه لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلق رضي منها آخر، ولن تجد في النساء امرأة خالية من العيوب، وكذلك نحن معشر الرجال، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه.
وعليك بإخبارها بحقيقة الظروف المالية، وأعلمها أنها أولى الناس بكل دينار تجده، واحرص على عدم إعطاء وعود لا تملك تنفيذها، واجتهد في بناء هذا البيت الجديد على القناعة، وعليكما بتقوى الله فإنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.
أسأل الله لكما التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات