السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
قمت بقراءة الفاتحة على إحدى الفتيات التي تسكن بجوارنا، وبعد مرور أربعة شهور، وقبل الشبكة بشهر واحد، أي: منذ شهر تقريبا، بدأت أحس بالضيق ينتابني عندما أذهب إليهم في المنزل، وأصبحت تراودني فكرة تركها، مع العلم بأن أهلها طيبون جدا، وهي أيضا طيبة، ولكني كنت أختبرها فأصبت منها قبلة ولم تعترض هي، إلا أنني عللت ذلك بأني كنت مصرا على فعل ذلك، ولكن بدأت أزداد ضيقا لسبب لا أعرفه إلى الآن، وقمت وصليت استخارة أكثر من مرة، إلا أن حالة الضيق ازدادت مع تردد شديد؛ خوفا من أن أكون قد ظلمتها.
شيء آخر: وهو أن الاهتمام الذي بيننا لم يكن بالقدر الكافي، لدرجة أني لا أعرف اسمها الثاني (والدها متوفي) وهي أيضا كذلك، مع أن والدي حي، إلا أنني متردد خوفا من أن أكون قد ظلمتها أو أكون ظالما لها، بالرغم من أني أشعر أننا لن نكون سعداء معا.
أنا محتار، ولا أدري كيف أفكر ؟ فأرجو أن ترشدوني إلى الطريق الصواب (هذه الحالة تعتريني بعد أن بدأت في طريق الالتزام).
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
إن المسلم يحب لإخوانه ما يحب لنفسه، ويكره لهم كذلك ما يكرهه لنفسه، والشيء الذي لا ترضاه لأختك أو عمتك أو خالتك لا ينبغي أن ترضاه لبنات المسلمين، وتذكر أن هؤلاء الجيران ظنوا فيك الخير ووافقوا على أن يقبلوا بك زوجا لابنتهم، والفتاة تتضرر جدا إذا خطبها شخص وتركها، وإذا لم يكن لهذا الضيق أسباب ظاهرة فلا عبرة به، وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وتب إلى الله من سائر الذنوب فإن للمعاصي شؤمها وآثارها.
إذا كانت الفتاة طيبة وأهلها طيبون فماذا تريد بعد ذلك؟ فعليك أن تتقي الله في هذه البنت، واعلم أن الإنسان يبدأ الخطبة بمشاعر عاطفية، ولكن الروح تنخفض مع زيادة التكاليف المادية.
أما بالنسبة لما حصل بينكما فإن كان ما بينكما مجرد خطبة وليس عقدا، فالخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، وما حدث من خطأ كان نتيجة طبيعية للتفريط في الضوابط الشرعية، أما إن كان عقدا فهي زوجة لك يحل لك لمسها وتقبيلها.
استمر في طريق الاستقامة، واجتهد في تشجيع هذه البنت على طاعة الله، واحفظ لجيرانك حقوقهم وحرماتهم، ولا ينبغي لك فسخ هذه الخطوبة إلا إذا كانت هناك أسباب ظاهرة وأخطاء واضحة، وأما مجرد الشعور بالضيق والتردد فلا يكفي، والشيطان همه أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله، وعليك أن تكتم ما حدث من مخالفات شرعية، واستترا بستر الله عليكما.
حافظ على تلاوة القرآن، وأكثر من ذكر الرحمن وخاصة أذكار الصباح والمساء، وواظب على الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
والله الموفق.