السؤال
بنتي تعاني من خوف شديد جدا، لدرجة أنها تتجنب الدخول من غرفة إلى غرفة وحتى إلى الحمام (تكرمون) بمفردها، فهي تتخيل صورا وأشكالا بشعة لأفلام قد رأتها وهي صغيرة، مع العلم أنها الآن في العاشرة من عمرها.
فأفيدوني أفادكم الله وجزاكم كل خير، وأشكركم جدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضلة/ النور حفظها لله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرا على سؤالك، المخاوف لدى الأطفال يكون مردها ومنشؤها شخصية الطفل، وبيئته الأسرية والمدرسية، وطريقة التنشئة والتربية، ودرجة النضوج الإجتماعي .
ونوعية المخاوف التي تعاني منها الابنة المذكورة لا شك أنها متعلمة ومكتسبة، ومن القواعد البسيطة في علم النفس السلوكي أن كل شيء متعلم أو مكتسب يمكن أن لا يتعلم أو يفقد، وبناء عليه أرجو أن ينتهج أسلوب التدرج معها، ويتعرض إلى مصادر مخاوفها على هذا الأساس، فمثلا تترك في الحجرة لوحدها لمدة 10 دقائق أولا، ثم ترفع هذه الفترة الزمنية يوميا، وفي نهاية كل جلسة تكافأ الطفلة ولو كان ذلك عن طريق التشجيع، وهكذا يطبق هذا الأسلوب مع كل مصادر مخاوفها، ومن الطبيعي أن تحتج في أول الأمر ولكن بعد فترة سوف تستكين وتقبل بالواقع.
هنالك أمر هام جدا هو أن نعطي هذه الطفلة نوعا من الاستقلال الذاتي، وأن لا نعطيها الفرصة للالتصاق الشديد بوالديها، أو أي شخص أخر يمكن أن تعتمد عليه كثيرا .
ومن الضروري أيضا محاولة بناء شخصيتها بصورة سليمة وإشعارها بأهميتها ووجودها في داخل الأسرة، والمشاركة في القرارات الأسرية، وننصح أيضا أن توكل وتسند لها بعض المهام مثل ترتيب ملابسها وغرفتها لوحدها، والعناية بإخوانها الصغار، أو الأشياء الخاصة بوالدها مثلا، وننصح أيضا أن تنمى مواهبها، وتفتح مداركها في حدود ما يسمح به عمرها.
وهنالك بعض الأدوية النفسية التي تساعد أيضا في علاج المخاوف، والدواء الذي يناسب عمرها هو عقار (تفرانيل) وجرعته 25 مليجرام ليلا لمدة ستة أشهر، والعقار الآخر يعرف باسم ( فافرين) 50 ملمجرامليلا لمدة ستة أشهر أيضا.
والأبحاث العلمية تدل على أن تطبيق الإرشادات النفسية السابقة مع تناول الدواء يؤدي إلى نتائج أكثر إيجابية. وبالله التوفيق .. وكل عام وأنتم بخير.