الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع أن أذهب إلى الأماكن العامة إلا إذا صحبت أحدًا، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 25 سنة، أعاني من مشكلة عدم القدرة على الذهاب إلى أماكن عامة لشرب القهوة مثلاً، أو التسوق بمفردي، أو للمستشفى إذا كان جديداً عليّ ولم أذهب إليه من قبل، دائماً أحتاج أحداً معي، وإلا لن أذهب أبداً، فكيف أصل للتصالح الذاتي الذي يجعلني أحب الذهاب بمفردي دون صديقة أو أخت؟ لأني أحتاج لهذا الشيء جداً، حياتي ومشاويري للتسلية أو قضاء بعض الحوائج مرتبطة بذهابهم معي، وإلا فلن أفعلها!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.

ابنتنا الفاضلة: هناك بعض الأسئلة تحتاج للإجابة بخصوص المشكلة التي طرحتِها، منها:
- هل ينتابك نوعٌ من الخوف المرضي أو القلق المرضي في حالة الذهاب بمفردك إلى الأماكن العامة؟

- وهل حدث لك حادث معيّن، أو مررت بتجربة مؤلمة نفسية وتدور في خاطرك أو تتذكّرينها عندما تريدين الذهاب بمفردك إلى مثل هذه الأماكن؟

- وهل هذا الأمر ظهر حديثًا أم منذ كنت طفلة تتجنّبين ذلك؟

- وهل هناك فكرة بتوقُّع شيءٍ مُعيَّنٍ يمكن أن يحدث لك في حالة الذهاب بمفردك؟

- هل هناك شخصٌ من أفراد الأسرة يُعاني من نفس المشكلة التي تعانين منها؟

فهنا لا بد أن نفرّق بين أسباب عدم الذهاب بمفردك إن كان بسبب الحياء، أو بسبب القصور في المهارات الاجتماعية، أو بسبب الخوف المرضي، أم لأنك تريدين قضاء حاجاتك الشخصية دون أن يعلم بها الآخرون؟

هذه الأسئلة ينبغي الإجابة عنها حتى نتعرّف على الأسباب الحقيقية، ومن ثمَّ العلاج للمشكلة.

فعمومًا - ابتننا الكريمة - هناك عدة فوائد في مصاحبة الجماعة والذهاب معهم إلى الأماكن العامّة، إذا تيسّر ذلك فالإنسان يشعر بالحماية والأمان في وجود الجماعة، وقد يتعلَّم بعض المهارات الاجتماعية الضرورية للتفاعل مع الآخرين.

أمَّا في حال الضرورة فيضطر الإنسان للذهاب بمفرده إلى الأماكن العامّة، وإن كان هناك صعوبة فيُفضّل أن يُدرّب نفسه على الأماكن القريبة أوَّلاً إذا كان الأمر متعلِّقاً بالخوف المرضي، ويأخذ فيها بعض الوقت، ثم يزيد الوقت تدريجيًّا، مع تحمُّل القلق الناتج عن بقائه في تلك الأماكن، وهكذا إلى أن يتعوّد على ذلك ويزول القلق أو التوتر بسبب الذهاب بمفرده.

وعليك - ابنتنا الفاضلة - أيضًا الاستعانة بالله والتوكُّل عليه عند الخروج من المنزل، وتذكُّر الأذكار المتعلقة بالخروج من المنزل ودخول السوق وركوب السيارة، وما إلى ذلك من الأدعية المأثورة، وبذلك تكونين -إن شاء الله- في حفظ الله تعالى ورعايته، والله خيرٌ حافظًا وهو أرحم الراحمين.

والله المستعان، ومنه التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً