السؤال
السلام عليكم
إخواني الكرام، مشكلتي تتلخص أنني منذ سنة 1991م وأنا أعاني من أمراض نفسية، أزور بشأنها طبيبا نفسانيا، في هذه السنة كنت طالبا في الجامعة وشاركت في إحدى التظاهرات المعادية لليسار في جامعة أخرى بعيدة عن مدينتي نحو 190 كلم، كنا قد سمعنا آنذاك أن شرذمة الماركسيين هجموا على نشاط للإسلاميين فدمروا وخربوا ولطخوا المسجد بالعذرة وسبوا الدين؛ فنزلنا للذود عن إخواننا وأخواتنا هناك.
عندما انتهت هذه المناوشات بدأت السلطات بالاعتقالات في صفوف الجانبين، وخفت آنذاك خوفا شديدا، اختبأت حينها عند قريب لنا وفي المساء أحسست بشيء يجثم على صدري وضيق في التنفس ورعشة لم أعهدها من قبل.
في الصباح أخذني قريبي إلى طبيب فشخص مرضي على أنه نزلة برد قوية تعرضت لها خاصة أن الفصل فصل برد، والمنطقة معروفة بجوها البارد جدا، لم أستطع حينئد العودة إلى والدي وحدي، انتابني شعور أنه قد يحدث لي شيء خطير وأنا وحدي في القطار، لذا صحبني خالي إلى مدينتي.
عند وصولي البيت أصبت بنوبة هستيرية من الخوف والضيق، وأخذت أسأل الجميع ماذا حدث لي؟ نقلت إثرها إلى المستشفى، فنصحني دكتور بأن أرى طبيبا نفسانيا.
أخذني أبي فعلا إلى أخصائي نفسي؛ فشخص لي المرض وأعطاني عدة أدوية أذكر منها: LexomelوLedumil، تناولت Anafranil والكثير من الأدوية لم أعد أتذكر معظمها، المهم مع مرور الزمن استطعت التعايش مع مرضي وتقبلته ونجحت في دراستي وحصلت على الإجازة في اللغة العربية سنة 1993، غير أنه تزداد متاعبي عندما لا أستطيع الحصول على عمل لظروف البطالة التي تعرفها البلاد خاصة بطالة الخريجين.
أنا الآن أعمل مع أخ لي في التجارة، لكن عدم عملي في الوظيفة العمومية أثر في بشكل ملحوظ، لا أعير عملي الحالي أي اهتمام، كثير التفكير والسهر وكثير النوم، زاهد في الدنيا، أخاف من الزواج لئلا يكتشف مرضي، أنا الآن لا أزال أزور طبيبا نفسانيا وأتناول دواء اسمه Alpraz وTheneluzeلمدة 6 أشهر، قطعت هذا الدواء وشجعني الطبيب على تركه والاعتماد على قدراتي الذاتية للتغلب على مرضي.
أنا الآن تفهمت مرضي، مشكلتي بالأساس تكمن في أني أخاف من الأماكن المغلقة وأظن أن أحدهم يريد أن يغلق علي الباب، لا أستطيع دخول المصاعد، لا أطمئن حتى يكون مفتاح المنزل بجانبي، مشكلة أخرى: لا أستطيع السفر فمنذ 1994م لم أسافر إلى أي مكان!
بل الأدهى والأمر أنه تحدث لي نوبات خوف وهلع عندما أسمع أحدا من عائلتي يريد السفر فقد أمنعه! ويستحسن له أن يتسلل دون أن أراه فأوضع أمام الأمر الواقع فيهون علي الأمر آنذاك!