السؤال
أنا متزوجة برجل شخصيته جيدة؛ لكن على قدر ما فيه من مميزات فيه عيوب، وعيوبه تتلخص في أنه: متهور، غير صبور، يطلب الطلب ولمجرد التأخر عنه ولو لثانية يعمل مشكلة.
أحيانا أكون في أسعد لحظات عمري وفجأة أحس أن قلبي يبكي قبل عيني! تخيل: ممكن أن يحرجني في أي مكان! أحس أنه غير خائف علي، لا يريد الراحة لي لمجرد أسباب تافهة! ممكن أن يقيمني من مكاني وأنا تعبانة وحامل، مع أن غيره مع زوجته يريدها ألا تتحرك من مكانها على الأقل وهي حامل!
أريده أن يشعرني بذلك ولو للحظات! تعلم أن المرأة: تحب التعامل الرقيق خصوصا من زوجها، في أوقات لا أستطيع أن أتكلم عنها وفجأة أحس أني لست مع رجل! ونكون في أمان وكلام جميل ولكن وبسبب تافه كانفصال سلك التلفزيون تكون ليلتي تلك كلها سبابا وشتما!
هو عصبي زيادة عن اللزوم، وكل يوم في وضع، لو أنه على حالة واحدة لكنت عرفت مصيري ولتعودت، لكني أشعر أنه ممكن أن يصلح؛ لذلك قررت أن أكلمك، علما أنه لا يصلي غير يوم الجمعة، ولو أعدت عليه الكلام مرتين تنهد الدنيا!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قرأت رسالتك، والتي تتعلق بسلوك زوجك معك وعصبيته، وأقول: اعلمي -يا ابنتي- أن الناس تختلف طباعهم وسلوكهم وأخلاقهم، وهذه سنة الله في الأرض، فنجد الأحمق العجول بجانب الحليم الصبور، ونجد الهادئ الطبع بجانب المشاغب عديم الصبر... وهكذا، فهذه طبيعة في بعض البشر ليست في زوجك وحده، وقلما نجد اثنين يتوافقان في كل سلوكهما وأخلاقهما ومعاملتهما، فلابد أن يكون هنالك تفاوت في هذا الأمر.
وعلاج ذلك يكون بالآتي:
1- لا تطفئ النار بالنار، إنما يطفئ النار الماء، فكوني أنت له ماء عندما يشتعل، واعلمي أنك أمام إنسان مريض، ولا طبيب له إلا أنت، فكوني حليمة، أي هادئة، ولا تستجيبي لانفعاله، ولا تتحامقي مع حماقته، وليكن الصبر شعارك دائما، فعندما يثور كوني هادئة، وعامليه بهدوء، وليكن الرد عليه بسلوكك الهادئ وطبعك المتأني، وإن طلب شيئا فقومي بهدوء وأحضري له هذا الشيء، وإن ثار فلا تستجيبي لثورته، وسوف يحاسب نفسه ويراجعها عندما يراك على هذا السلوك.
2- عندما يكون في حالة جيدة انتهزي هذه الفرصة، وتحدثي معه في هيجانه وثورته واستعجاله، وذكريه بالحديث عندما: (قال رسول الله ﷺ لأشج عبد القيس: إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم، والأناة) رواه مسلم.
3- أنتما في بداية حياتكما الزوجية، وكل شيء غريب عليكما، وما تزال أفكار الشباب تسيطر عليكما، ولكن كل يوم يمر يلقن الإنسان درسا في حياته بكثرة الأخطاء التي تحصل منه، لهذا عليك بالصبر في هذه المرحلة، وما هي إلا أيام وسيتحول فيها تماما، فلنا تجارب عدة في هذا المجال، فقد يكون الزوج أحمقا ومتهورا، ولكن بصبر الزوجة وحلمها يعتدل ويصير من أحسن ما يكون، ويعيشان في سعادة.
وقد ختمت رسالتك وقلت: (يمكن أن يصلح)، بل أنا أجزم لك بأنه يمكن أن يتعالج بقليل من الصبر وحسن التعامل معه، وإبراز الأخلاق الطيبة؛ لأن هذا الهيجان وسرعة الغضب خارج عن إرادته لكن سرعان ما يرجع ويندم، فعند ساعة حماقته لو بادلتيه بالمثل لانقطع الحبل بينكما، لكن دري عليه بحسن التعامل والصبر، وسوف يرجع حالا، ويعتدل، بل سيعالج إن شاء الله، وعلاجه في يدك، فشدي همتك معه، واصبري عليه، وعامليه برفق.
4- وأخيرا: أكثري من الدعاء أن يصلح الله أحوالكما، وأن يجمع بينكما على خير.
والله الموفق.