السؤال
السلام عليكم قبل كل شيء.
أنا متزوج من سنتين من إنسانة جميلة وعلى خلق جيد، وبها جميع الصفات الجميلة، ولكن عندما تزوجنا: أوقاتا قليلة جدا أحس براحة، لماذا؟ لا أعرف! هي لا تعرف! عندما أصحو من نومي لا تقول: صباح الخير، وعند طلوعي لا تقول: مع السلامة، وعندما آتي لا تقول: حمدا لله على السلامة، وعندما أنام لا تقول: تصبح على خير، وعندما أشرب لا تقول: هنيئا، أنا أحب الكلام هذا، تربيت عليه، وعمري ما تمنيت شيئا إلا ويكون عندها، ما تحسسني أنها سعيدة بشيء مما أنا أجيء به!
وأهم شيء يغضبني تكشيرة وجهها، قلما تكون سعيدة! لماذا؟ لا أعرف! لغاية ما خلتني إنسانا معقدا، نختلف لأتفه الحاجات، بالله عليك ماذا أفعل كي ألاقي إنسانة وجهها يبتسم عندما آتي من عملي، وعندما أصحو من نومي، والحمد لله أني أحسن من كثير من أصدقائي وأحبها وأخاف عليها، تقول لي: لا تسهر خارجا! هذا يغضبني! أقول: حاضر، وكل شيء تحبه أعمله.
لا أعرف ما الحكاية التي أنا فيها! ومع العلم أني أحبها جدا جدا، وهي كذلك تحبني أكثر مما أحبها! المشكلة هي لا تعرف ماذا أحب، ولا تعرف ماذا أكره، وتكلمت معها كثيرا في هذا الموضوع، لكن لا فائدة!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أيمن حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فقد أسعدني حمدك لله واعترافك بالجوانب الإيجابية في هذه الزوجة واعترافك بأنك أفضل من غيرك، وهذه هي البداية الصحيحة لكل خير، وأرجو أن تسمع منك زوجتك هذه المشاعر الجميلة، ولاشك في أنها تبادلك نفس الأحاسيس لكن الخلل في طريقتها في التعبير، ومن أدلة مشاعر الود عندها رغبتها في أن تكون إلى جوارها، وكراهيتها لخروجك من المنزل وابتعادك عنها.
وأرجو أن تعرف أن السنوات الأولى في الزواج تحتاج لصبر، وذلك لأن كلا من الزوجين جاء من بيئة مختلفة، وتصرفات متباينة، ولا يتحقق الوفاق إلا إذا قدم كل واحد من الزوجين تنازلات من أجل الآخر ورغب في استمرار الحياة الزوجية، وإذا كنت قد تعودت سماع العبارات الجميلة عند استيقاظك وعودتك وطعامك وشرابك فالتمس لها العذر فقد تكون تربت على غير ذلك.
وربما كان الحياء هو الذي يمنعها من إعلان مشاعر اللطف والود؛ لأننا في بيئات محافظة لم نتعود فيها إشاعة العواطف في الطرقات والشواطئ، وتعود هذه الأشياء يحتاج إلى وقت، وطبعا نحن لا نوافقها على هذه الطريقة لكننا ندعوك لإعطائها مزيدا من الوقت مع ضرورة حرصك على التعبير المستمر عن مشاعرك الجميلة حتى تتعود هي أيضا إظهار مشاعرها، ولا شك أن الناس لا يستفيدون من مشاعر الود المتكوبة، وقد أعلن رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن حبه لعائشة رضي الله عنها، وقد ظهرت علامات التأثر على زوجة مصعب بن عمير لما بلغها خبر استشهاده، وتجاوب رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع تلك المشاعر فقال: (إن زوج المرأة لبمكان ما يعدله أحد).
وقد أعجبني إعلانك عن حبها لك وحبك لها، وأرجو عدم الإكثار من لومها، وليس من المصلحة نشر هذا الأمر بين الناس، وحاول أن تهيئ لها جوا أسريا بعيدا عن الأعين والآذان، وأقترح عليك أن تخصص لها جزءا من الوقت تتفرغ لها فيه، ويفضل أن تأخذها معك في رحلة إلى العمرة أو تسافر بها إلى مدينة أخرى، فإن هذا أدعى لإحياء مثل هذه المشاعر مع ضرورة الحرص على الاهتمام بمظهرك، واختيار الألفاظ الجميلة وعدم رفع الصوت عليها واحترامها أمام الناس، وإزالة كافة الأسباب التي تمنعها من الانشراح وإظهار البهجة والمسرة.
والله ولي التوفيق!