صديقي الذي أحبه ابتعد عن الله!

0 412

السؤال

منذ سنتين تقريبا كنت في السادسة عشر من عمري، تعلق قلبي بشاب مؤمن لكنه تعرف إلى بعض الأشخاص فأبعدوه عن الله، فأنا نادم عليه؛ لأني كلما أدعوه إلى عمل فيه خير يتهرب أو يتعذر، حاولت أن أملك قلبه كي يعود على ما كان عليه ولكنه أبى.

أحببته في الله كثيرا وأريد مساعدته لكنه يتجاهلني فلا يمضي يوم من غير أن أذكره، وما زلت أدعو ربي بأن يخلصني من هذا الأمر، وأنا أقول: (اللهم بلغ قلبي لما تحب وترضى).


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الكريم/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن الحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان، والمسلم يحب إخوانه بحسب طاعتهم لله، ويكره ما عندهم من المعاصي والمخالفات، فإن تركوها أحبهم، والحب في الله لا يرتبط بالأشكال ولا بالأموال كما جاء في الحديث: (وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله).

ولذلك فإن المتحابين في الله يجتمعون على غير أرحام بينهم ودون وجود مصالح مادية أو مظاهر اجتماعية، وإنما يرتبطون برباط العقيدة التي تجمعهم وتؤلف بين قلوبهم.

وأرجو أن نتذكر أن كل أخوة أو صداقة لا تبنى على الإيمان والتقوى تنقلب في الآخرة إلى عداوة قال تعالى: (( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ))[الزخرف:67].
وإذا كانت صداقتك ومحبتك لذلك الشاب في الله ولله فأبشر بالأجر والمثوبة، وإن كانت لأي غرض آخر فلا خير في الاستمرار فيها.

ومن شروط الصداقة الناجحة: أن تكون في الله، وأن تكون تعاونا على البر والتقوى، وأن يكون أعمار الإخوة الأصدقاء متقاربة، وأن لا تمانعوا من دخول أصدقاء صلحاء جدد في صداقتكم فإن المؤمن يحب أن يكثر أهل الخير وأن يجد من يعينه على الطاعات، والمؤمن يحب كل مطيع لله؛ لأن بعض الناس لا يرضى أن يشاركه أحد في صديقه وهذا خطأ، وأرجو أن يبحث عن أسباب نفوره ولا تقطع صلتك به ولا تعطه تكاليف شاقة، واقبل عذره إذا اعتذر ولا تكثر من العتاب واللوم له، ولا تنصحه أمام رفاق السوء، وذكره بأيام الالتزام وأكثر من الدعاء له بالليل والنهار.

وأرجو أن تتذكر أن رجلا من السلف كان له صديق أسرف على نفسه وانتكس فكان يصله، فقال له الناس: كيف تصله وأنت تعلم ما يفعل؟ فقال لهم: ((هو الآن أحوج إلي من أي وقت مضى)) فإذا كان في مواصلته مصلحة لك في الدنيا والدين وله كذلك فلا مانع من صلته والاهتمام بأمره، وإن لم يكن ذلك كذلك فابتعد عنه، وعمر قلبك بذكر الله وأشغله بطاعته.

والله ولي التوفيق والسداد!



مواد ذات صلة

الاستشارات