الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قريبتي على علاقة عاطفية مع شاب.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
أتقدم بالشكر لكم على ما تبذلونه من جهود جبارة، وطريقة لبقة قريبة من الفهم والتقبل في ردودكم.

اطلعت على عدد وفير من الاستشارات السابقة وردودكم التي تفضلتم بطرحها، حتى يتسنى لي الإلمام إن كان لمشكلتي شبيه أو مثيل، فأجد الحل من غير سؤال، وقد استرشدت إلى حلول -ولله الحمد- بعد قراءتي في الموقع.

ولكن -أيها الأساتذة الأفاضل-: متى علينا أن نترك للآخر فرصة الخطأ، والتعلم منه، وتصحيح وتوجيه وعيه؟ ومتى علينا أن نتدخل وننصح ونوجه ونكشف عن معرفتنا بزلته ورغبتنا في ردعه عن الاستمرار فيها؟ يشغلني هذا الأمر!

حيث إني لم أعد واثقة إن كنت أفرق بين المحبة وبين الحماية المفرطة لعزيز على قلوبنا الذي يخطئ ويزل، وبذلك يعرض نفسه لعواقب دنيوية وأخروية، وبين أن نتركه لتجربة النضج والوعي، فالخطأ هو الوسيلة للتعلم.

عرفت مؤخرًا أن قريبة لي دخلت في علاقة إعجاب وحب ومشاعر غير جادة أو ناضجة كفاية، كونهما لا زالا في مقتبل العمر، فهل أتدخل وأخبرها أن تمتنع، أم أترك قدر الله وتأديبه وتوجيهه لعباده؟ ولكل أمر في الدنيا حكمة أرادها الله، أليس كذلك؟

سؤالي هو: هل أتركهم يعيشون تجربتهم ويتعلمون من أخطائهم، وينضجون على مهل، وأكون كالذي لا يعرف، ولا أحرك يدًا في مجريات الأمر حتى نرى أين يصل الأمر؟ لا أعرف، تتغلبني الحيرة!

أنا أعرف جيدًا أن أمرهم خاطئ، وأن عواقب أفعالهم وخيمة، وقد يحصل ما لا يحمد عقباه، من آثار كانوا في غنىً عنها، لكنهم الآن يعرفون ذلك من خلال مرورهم بالتجربة أيضًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به. وبخصوص ما تفضلت به، فاعلمي بارك الله فيك ما يلي:

أولاً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على المسلم متى قدر عليه، وهو من مفاخر هذه الأمة، قال الله: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَر).

ثانيًا: حين تحدث أهل العلم عن الأمر بالمعروف وضعوا له ضوابط، ليس الغرض منها تعطيلها، وإنما الغرض من تلك الضوابط الخروج بأفضل نتائج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذى هو كما أسلفنا واجب على المسلم، قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية، إذا قام به بعض الناس سقط الحرج عن الباقين، وإذا تركه الجميع أثم كل من تمكن منه بلا عذر ولا خوف، ثم إنه قد يتعين، كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو أو لا يتمكن من إزالته إلا هو).

ثالثًا: في مسألة قريبتك لا بد من مراعاة ما يلي:
1- صحة ما قيل حتى لا يكون إشاعة، فتكونين في حرج.
2- درجة قبولها للحديث منك من عدمه.
3- الموازنة بين الكلام المباشر وغير المباشر.

فإذا تأكدت مما قيل، وعلمت أن الكلام المباشر قد يصرفها عنك، أو يجعلها تحتاط أكثر، أو تشغب عليك وتتهمك بما أنت منه بريئة لتبرئة نفسها، أو تستعين بأمها ضدك مثلاً؛ ففي مثل هذه الحالة لا يجب الحديث المباشر، ولا يجوز التوقف عن النصيحة، بل نبحث عن مخارج أخرى منها مثلاً:

1- سرد قصة لفتاة انحرفت عن طريق رشدها، فحدث لها كذا وكذا.

2- سؤال يتم التنسيق حوله عن حدود العلاقة بين الشاب والفتاة، وحرمة ذلك في الدين، وكيف أن الله يغضب لذلك، والآثار المترتبة على هذا الانحراف.

3- عقد مسابقة ما بينكن ممن تستطيع إنجار قراءة مثلاً خمسة كتب، على أن يكون بينها كتاب في تلك الكبيرة.

4- مشاهدة مقطع ما، أو سماع محاضرة ما على أن تكون قصيرة وسريعة وفي الهدف.

كل هذه وسائل بعضها قد يصلح مع قريبتك، وبعضها قد لا يصلح، المهم ألا تتوقفي عن النصح بالطريقة التي تأمنك أنت أولاً، وكذلك لا يترتب عليها منكر عند الفتاة أكبر.

نسأل الله أن يهدي أختنا، وأن يصرفها عن الشر، وأن يحسن إليك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً