السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أتقدم بالشكر لكم على ما تبذلونه من جهود جبارة، وطريقة لبقة قريبة من الفهم والتقبل في ردودكم.
اطلعت على عدد وفير من الاستشارات السابقة وردودكم التي تفضلتم بطرحها، حتى يتسنى لي الإلمام إن كان لمشكلتي شبيه أو مثيل، فأجد الحل من غير سؤال، وقد استرشدت إلى حلول -ولله الحمد- بعد قراءتي في الموقع.
ولكن -أيها الأساتذة الأفاضل-: متى علينا أن نترك للآخر فرصة الخطأ، والتعلم منه، وتصحيح وتوجيه وعيه؟ ومتى علينا أن نتدخل وننصح ونوجه ونكشف عن معرفتنا بزلته ورغبتنا في ردعه عن الاستمرار فيها؟ يشغلني هذا الأمر!
حيث إني لم أعد واثقة إن كنت أفرق بين المحبة وبين الحماية المفرطة لعزيز على قلوبنا الذي يخطئ ويزل، وبذلك يعرض نفسه لعواقب دنيوية وأخروية، وبين أن نتركه لتجربة النضج والوعي، فالخطأ هو الوسيلة للتعلم.
عرفت مؤخرًا أن قريبة لي دخلت في علاقة إعجاب وحب ومشاعر غير جادة أو ناضجة كفاية، كونهما لا زالا في مقتبل العمر، فهل أتدخل وأخبرها أن تمتنع، أم أترك قدر الله وتأديبه وتوجيهه لعباده؟ ولكل أمر في الدنيا حكمة أرادها الله، أليس كذلك؟
سؤالي هو: هل أتركهم يعيشون تجربتهم ويتعلمون من أخطائهم، وينضجون على مهل، وأكون كالذي لا يعرف، ولا أحرك يدًا في مجريات الأمر حتى نرى أين يصل الأمر؟ لا أعرف، تتغلبني الحيرة!
أنا أعرف جيدًا أن أمرهم خاطئ، وأن عواقب أفعالهم وخيمة، وقد يحصل ما لا يحمد عقباه، من آثار كانوا في غنىً عنها، لكنهم الآن يعرفون ذلك من خلال مرورهم بالتجربة أيضًا.