السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة متعلمة محجبة، مشكلتي تكمن في والدتي التي ترفض تزويجي، وقد تقدم لي عدد من الشباب الطيبين ذوي الأخلاق وآخرهم أستاذي في الجامعة، ووافق أبي عليه وحدد موعد الزواج، ولكن أمي رفضت بحجة أني صغيرة، ولا ينقصني شيء في منزل والدي، فلماذا الزواج؟ ولكن والدي ساندني ووافق وحدد موعد الزواج، ولكن أمي حلفت على والدي إن زوجني أن يطلقها هي، فرضخ والدي لها، ورفض الشاب، وتحطمت معنوياتي كثيرا، وصرت أكره أمي لوقوفها في طريق سعادتي، وكرهت والدي وإخوتي لضعف شخصياتهم أمام والدتي، وأيضا ذلك الشاب الذي خطبني تحطمت معنوياته كثيرا، وهو الآن في اليابان يحضر رسالة الدكتوراه، ويبلغ من العمر31 عاما، وعلى خلق ودين، وكان يريد أن يأخذني معه، لكي لا يكون وحيدا في بلد غير إسلامي، ولكن والدتي سامحها الله وقفت في طريق سعادتي، وهو حتى الآن ينتظر أن ترضى، مع العلم أنه ليس من رجل دين من الأسرة أو المعارف إلا ونصحها، ولكنها ترفض وبشدة فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهال حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
قد أسعدني حرص خطيبك الشاب على الصبر والانتظار، وتفهم الأخيار من أرحامك لموضوع زواجك وإيصال صوتهم لوالدتك، ونسأل الله أن يحقق لك المراد وأن ينفع بك بلاده والعباد.
وأبشري فلن يضيع الله فتاة تقرأ الكتاب، وترتدي الحجاب، وتسجد للكريم الوهاب، فارفعي أمرك إلى من يجيب المضطر إذا دعاه وتخيري أوقات الإجابة، وأظهري لربك الفقر والحاجة وكرري الإلحاح والضراعة.
وأرجو أن تبحثي عن أسباب رفض الوالدة فإنه متى ما عرف السبب بطل العجب، فربما كان السبب هو رغبة الوالدة في المال وخوفها من تغير الحال بعد الزواج، وقد يكون السبب هو خوف الوالدة من بعدك عنها بالزواج، خاصة إذا كنت الصغيرة أو المدللة عندها.
ومهما كان الحال فنحن ندعوك لزيادة البر والإحسان لهذه الوالدة مع ضرورة تكرار محاولات الإقناع والاستعانة بعد الله بالأهل والأخوال.
وأرجو أن تحرصوا على تحريض الوالد على إتمام مراسيم الزواج، والامتناع عن تنفيذ طلب الوالدة، فهو وحده الذي يملك هذا الحق، واعلموا أن الوالدة سوف تغير نظرتها إذا أصر الوالد وثبت على موقفه، وأرجو أن تتعاونوا جميعا في إقناع الوالد.
واحرصي على أن تصلحي ما بينك وبين الله، وسوف يصلح الله لك الأمور بحوله وقوته، فإنه سبحانه مع المتقين ومع المحسنين، واحرصي على مساعدة الضعفاء والإحسان إلى أرحامك وإخوانك ولا تعلني لهم ما في نفسك من كراهية فإن ذلك لا يجوز وذلك لأنهم إخوانك إذا تم الزواج أو لم يتم، والمرأة قد تجد زوجا بل وأزواجا لكنها لا تجد أما ولا أخا ولا أختا.
ونسأل الله أن يوفقك ويحقق لك المراد.