السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وبعد:
في البداية أشكركم جزيل الشكر على إتاحتكم لنا مكاتبتكم واستشارتكم.
جزاكم الله عنا كل خير ووفقكم الله لما فيه نصرة الإسلام والمسلمين.
أنا أم لأربعة أطفال: يحيى 12 سنة، سلمى 9 سنوات، والتوأم عمر ومريم سنتان.
مشكلتي أن يحيى رغم نتائجه الحسنة في المدرسة [أولى إعدادي]، إلا أنه غير منضبط داخل القسم، حتى أنه يزعج أساتذته، حاولت أنا ووالده التكلم معه مرارا ولكن دون فائدة، وأظن أن ذلك يؤثر سلبا على نتائجه؛ لأن المدرسين كلهم يجزمون على أن قدراته تمكنه من تحقيق نتائج جيدة أحسن بكثير مما يحرزه؛ لولا كثرة حركته وشغبه داخل القسم.
لقد حاولت على يد أخصائي وبعد اختبارين أجراهما له، أحرز على 10/12 في اختبار الذكاء مع 13/36 في اختبار التركيز.
شيء آخر: فهو يصلي بصعوبة جدا، يعني يجب أن أذكره كل مرة بصلاته، وإلا فهو يتناساها، لقد حاولت كذلك تحفيظه القرآن، وأحكام تلاوته، وكان الأستاذ يأتي إلى المنزل، وكان يهتم في البداية، إلا أنه مل وانقطع عن ذلك، مع العلم أن الله حباه بصوت جميل.
أرشدوني كيف أتعامل معه دون استعمال الضرب، والعنف، واجعله ينتبه لعلمه ودينه.
معلومات إضافية: هو طيب، حنون، يتشاجر مع أخته الوسطى، يحنو على التوأم، ويحب اللعب كثيرا، ولو مع الأصغر منه سنا.
وجزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ الضريف حفيظة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية
فكم كنت أتمنى أن يظهر دور الأب من خلال طرحك للسؤال، وذلك لأن هذا العمر يحتاج فيه لبصمات من الوالد أكثر من ذي قبل، كما أن تكامل أضلاع العملية التربوية أمر في غاية الأهمية.
وأرجو أن نكثر من تشجيع ما عنده من الإيجابيات، ونحرص على التنسيق والمتابعة مع المدرسة، ولعل من المفيد محاورته والاستماع إليه، وحبذا لو صحبك في زيارة وأمسكت يده بيدك، ومسحت على رأسه بلطف وحاورتيه بهدوء؛ لأن هذا سوف يجعله يخرج كل ما في نفسه، وسوف تظهر أسباب ذلك التمرد وتلك المشاكسات، فربما كان السبب هو رغبته في لفت الأنظار والاهتمام، وربما كان السبب هو تأثير مجموعة الرفاق، وقد يكون السبب هو عدم شعوره بالعدل في البيت والمدرسة، كما أن طبيعة هذه المرحلة العمرية تحتاج إلى فهم، ولعل شدة عداوته لأخته دليل على أنه على أبواب فترة البلوغ إذا لم يكن قد دخل فيها.
ونحن ننصحكم بأن تعطوه وزنه وقيمته، فهو كبير إخوانه، وتجتهدوا في إعطائه بعض المهام، ومشاورته على الأقل في الأشياء التي تخصه؛ لأن في ذلك استفادة من الطاقات التي عنده، مع ضرورة إكثار الدعاء له، ومع الحرص على تحري لحظات الإجابة.
وأرجو أن نساعده على برنا، وذلك بملاطفته وتشجيع كل خطوة إيجابية ولو كانت يسيرة، والثناء عليه أمام الأهل، واصطحابه إلى مواطن الخير، وإشعاره بحاجة المنزل إلى نجاحاته، وأنه عنوان المنزل والقدوة لإخوانه.
ومرحبا بك بين إخوانك وآبائك، وشكرا لك على الاهتمام والسؤال، وتذكري أن بيوتنا تصلح بطاعتنا لصاحب العظمة والجبروت، وأن الأبناء ينفعوا بصلاح الأمهات والآباء، قال تعالى: (( وكان أبوهما صالحا ))[الكهف:82].
وبالله التوفيق والسداد.