السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا ووفقكم وسدد خطاكم.
أنا فتاة أدرس في الجامعة وملتزمة والحمد لله، وأريد نصحكم في أمر شخصين في كليتي تقدما لخطبتي، وهما في السنة نفسها وفي نفس التخصص وأنا كذلك، ولا يدري أحدهما أن الآخر قد تقدم للفتاة نفسها، والحيرة التي أنا فيها من زوايا عدة:
أولها: أني أخاف أن أتسبب بأذى لأحدهما إذا قبلت أحدهما؛ لا سيما أني أعلم أن أحدهما تقدم لي لأنه رأى أني الفتاة الملتزمة دون أن يرى مني شيئا؛ فأنا متنقبة فلم ير حتى وجهي إلا أنه تقدم لخطبتي مرتين لأنه متعلق بأمر خطبتي كما يقول لأنني ملتزمة ومتحجبة.
ولكن الأمر الذي يصعب هو أن هذا الشاب لا يحمل بطاقة شخصية كبطاقتي ونحن في بلد محتل صعب التعامل بهذه الشؤون، بالإضافة إلى أن أهلي يستصعبون هذا الأمر ولن يتقبلوه بسهولة، ولكنني تحدثت معهم، وأعلم أنه من الممكن أن أؤثر عليهم، ولكنني أنا نفسي أخاف في المستقبل أن لا أستطيع الوصول إليهم؛ لأنني سأتزوج من إنسان لا يحمل بطاقة كبطاقتنا، ومن الممكن أن تسحب بطاقتي فلا أستطيع التواصل مع أهلي.
مع العلم أن هذا الشاب في كلية الشريعة، وملتزم جدا وذو خلق ودين، ولا أريد أن أتناسى هذا لأن هذا الذي أوصى به الحبيبب صلى الله عليه وسلم.
والشاب الآخر كذلك ولكن بطاقته كبطاقتي، وهذا الجانب أفضل في الموضوع لكنني صراحة أشعر بارتياح أكبر للأول وهذا ما شعرت به في استخارتي، ولكنني خائفة من المجازفة، والشاب الآخر من منطقتنا وأنا صراحة لا أريد أن أؤذي الأول إذا قبلت بالثاني؛ لأنه هو الذي تقدم أولا ولا يعيبه شيء إلا أمر البطاقة فأشيروا علي في أسرع وقت. أرجوكم!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الحق لمن سبق، ولا ينبغي للمسلم أن يخطب على خطبة أخيه حتى يدع، وعلى هذا فإذا تعذر الارتباط بالأول وتركك فعند ذلك يمكن للثاني أن يخطبك ويتزوجك، ونحن نتمنى أن تعرضي الأمر على أهلك، فإذا وافقوا على الأول وقبلوا بموضوع اختلاف البطاقة فبها ونعمت، وإن تعذر الأمر فعليك أن تحسني الاعتذار للخاطب الأول وتقبلي بالثاني، وحبذا لو كنتم واضحين مع الخاطب الثاني منذ البداية، حتى يعلم أن هناك من سبقه، وأن أمر الأول في مرحلة المدارسة والنقاش.
ولست أدري كيف تمت الخطوبة لكل منهما؟ وهل للأهل علم وحضور؟ لأن الإصرار على وجود الأهل يرفع من قيمتك عند الخطاب، ويزيد من ثقة أهلك فيه، ويعكس للناس معاني الالتزام وصدق الملتزمين، وهو قبل كل هذا يرضي الله رب العالمين، ويبعد عنك شرور المخادعين، فإن الرجال أعرف بالرجال.
وقد أسعدني حرصك على صاحب الدين، ومحافظتك على وصية رسولنا الأمين، ونتمنى أن يحقق الله لك ما فيه الخير، وأن يسعد الرجلين في حياتهما، وأن يقدر لهما ولك الخير.
ونحن ننصحك بعدم السباحة مع تيار العواطف إلا بعد حسم الأمر بالنسبة للبطاقة، وتحويل هذا الرباط إلى علاقة شرعية؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالنكاح، ولا يخفي على أمثالك أن الخاطب لا يجوز له أن يخلو بمخطوبته أو يخرج بها مهما كانت الأحوال، ومهما كان الالتزام، بل إن هذا عنوان الالتزام الحق.
وفي الختام أكرر لك نصحي بضرورة المسارعة في حسم الأمر؛ لأن التـأخير يتضرر منه الجميع، وهذه وصيتي لك بتقوى الله ومراقبته، وبالحرص على إرضاء الأهل وإشراكهم في مشروع الزواج، ومرحبا بك بين آبائك والإخوان.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به.