السؤال
أنا بنت على قدر من الجمال، عيوني زرقاء، بيضاء البشرة، شعري أشقر، طويل متوسط، كل شيء ربنا أعطاني إياه، متعلمة، حاصلة على شهادة جامعية.
ينقصني شيء واحد، وهو أني خجولة جدا، عندما أخجل لا أسمع جيدا، تقدم لي عريس، وهو جيد جدا، عندما قعدت معه، من خجلي لم أسمع جيدا، لم أوافق عليه؛ لأني خائفة عندما أتزوج ويعرف أني هكذا ما يوافق علي.
ما الحل أرجوكم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوزانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يرزقك زوجا صالحا، وأن يجعلك من الصالحات القانتات العفيفات، وأن يصرف عنك ما لا يرضيه.
بخصوص ما ورد برسالتك، فإنه لمن المؤسف حقا أن تستسلمي لهذا الداء، رغم ما لديك من إمكانات هائلة منحك الله إياها، وهي وحدها -بعد الله تعالى- كفيلة بأن تجعلك من أسعد الفتيات، ولكن يبدو أن هذا الداء ملازم لك منذ فترة طويلة، حتى أصبح مسيطرا عليك، ويكاد أن يقضي على سعادتك، وأن يدمر حياتك الاجتماعية التي تحلم بها كل فتاة.
أنا حقيقة لا أستطيع أن أقلل من شأن الخجل، حيث يرى علماء النفس والاجتماع أنه يعتبر مرضا اجتماعيا ونفسيا، يسيطر على قدرات الفرد ويشل طاقاته الإنتاجية المبدعة، ويحد من سلوكه الاجتماعي والنفسي.
يرى علماء النفس والاجتماع أن الجرأة والشجاعة والإقدام من العوامل الرئيسية المساعدة في التغلب عليه وعلى غيره من الأمراض النفسية، وأن على الشخص الذي يعاني من الخجل أن يثق بنفسه أولا، وأن يتسلح بالاتزان والجرأة والإقدام، وأن يختار معاشرة ذوي النفوس القوية، أو يقرأ عنها، وأن يفرغ ذهنه تماما من أي فكر سلبي يشعره بالضعف أو النقص عند مواجهة أي شخص كائنا من كان، وأن يحلل سبب الخجل والعوامل المؤدية إليه، وأن يبحث عن الأشياء التي تؤدي إلى حدوثه ويحاول القضاء عليها، وأن يرى الأمور على طبيعتها.
هذا الخاطب ما الفرق بينه وبين الأب أو الأخ أو أي إنسان آخر؟ في الواقع لا فرق، إذن لماذا الخجل؟ رغم أنه لا يوجد هناك ما يدعو إليه؟ ولابد من التركيز على هذه النقطة وتحليلها بدقة، ما هو الشيء الذي يؤدي إلى الخجل، وهل هناك شيء خطأ أو غير طبيعي؟ فما دام لا يوجد هناك شيء من هذا القبيل، فما الداعي إذن للخوف أو الخجل؟ ثم لماذا لا تركزي على النعم الجسمية الطيبة التي أعطاك الله إياها في حين قد حرم منها الآخرون.
رغم ذلك فإنني أنصح بالاستعانة بطبيب نفساني إذا لم تستطيعي أن تتخلصي من هذه المشكلة وحدك، وأنا واثق من أنك إذا استعنت بالله وتشجعت وطرحت عنك الأفكار السلبية، فبإذن الله سوف تكونين طبيعية جدا إن شاء الله.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق .