الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي ندوب وجروح في جسدي، هل سيقبل بي من سيتزوجني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال يرهقني منذ سنتين أو أكثر، كان عندي مشكلة نفسية، تطلبت العلاج، وشخصت باضطراب الشخصية الحدية، ومن أعراض هذا الاضطراب: الرغبة في جرح النفس بأدوات حادة، وكنت أفعل ذلك للأسف، دون تفكير، وفعلته كثيراً، وكنت أشعر بالراحة.

بعد أن من الله علي بالشفاء -ولله الحمد- ابتعدت عن هذا، وأصبحت أبغضه، وأسأل الله أن يغفر لي ويتوب علي، وقد تبقى لي من هذا غير الذكرى المؤلمة آثار جروح في أماكن مختلفة بجسدي، عميقة نوعاً ما، ويرهقني ذلك إذا تزوجت، فبماذا أخبر زوجي القادم؟ لأن الندوب لا يمكن إخفاؤها إلا بعمليات جراحية -على ما أعتقد-، وهل سيتقبل زوجي هذا؟ وكيف سأكون في نظره؟ هل سينفر أي شخص مني فلا يرغب في الزواج بي؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يسترك في الدنيا والآخرة، ونحمد الله على عافيتك، ونسأله أن يديمها عليك.

أختنا: إن هذا السؤال وإن كان سابقاً لأوانه إلا أننا سنجيبك عليه، ولكن اعلمي أن الشيطان ماكر، وهو يحاول أن يشتت ذهنك ويحزنك، ويفرض لك فرضيات ليست موجودة؛ حتى يصرفك عن واجبات مفروضة، فانتبهي لذلك واحذري مكره.

ثانياً: نعم ثبت النهي عن الغش عموماً، لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّا) رواه مسلم. لكن هل مرضك هذا يعد من الأمور الواجب عليك إخبار زوجك بها إذا تقدم؟! اعلمي -أيتها الفاضلة-: أن المرض الذي يجب الإخبار عنه له صفاته، وهي:
أ. المرض المؤثِّر على الحياة الزوجية، المؤثر على قيام الزوجة بحقوق الزوج والأولاد.
ب. أن يكون منفِّراً للزوج بمنظره أو رائحته، ولا يمكن علاجه ولا مداواته.
ج. أن يكون حقيقيّاً، ودائماً، لا وهماً متخيلاً، ولا طارئاً، يزول مع المدة، أو بعد الزواج.

ما تتحدثين عنه ليس أحد هؤلاء، حتى وإن كانت الندبة عميقة أو الجرح عميقاً فإن إزالة هذا ممكنة، وأنت لا زلت في طور النمو ويمكن أن يزول هذا مع مرور الوقت، حتى وإن لم يزل فيمكن إجراء عملية جراحية تجميلية إذا لزم الأمر.

المهم أن هذا ليس معيقاً لحياتك الزوجة، ولا الإنجاب، ولا القيام بحق الزوج، وليس فيه ما ينفر الزوج نفرة شديدة، لأنه طارئ ويمكنك معالجته.

لا تهتمي لهذا الأمر، ولا تشغلي نفسك به، واحمدي الله على العافية، فغيرك فتيات في مثل عمرك قد أصيب بعضهن بالعمى، وبعضهن بالسرطان، وبعضهن بما يصعب ذكره، ومع ذلك صابرات محتسبات، فالحمد لله الذي عافاك، ولا تشغلي نفسك إلا بما هو واجب عليك.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً