أهمية التماس الأعذار في تعامل الزوجة مع أم زوجها

0 428

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة، وعمري 32 سنة، متزوجة ولي بنتان وولد، من أول يوم زواجي وأنا أعيش مع زوجي في بيت العائلة مع أبويه وأخويه الإثنين وزوجتيهما وأولادهما، ولا يخفى عليكم مثل هذه البيوت ما تحوي من مشاكل، بالإضافة إلى حماتي طبعها صعب جدا، فهي دائمة الشك أننا نسحرها إلى درجة أنها كانت تشك أننا نريد أن نأخذ منها زوجها ( متوفى منذ سنتين ).

وهكذا دائما، لكن عندما تكون مريضة لا يوجد ألطف منها، وما إن تتعافى حتى ترينا الويل! لكني أحاول أن أتقي الله فيها، خاصة بعد وفاة زوجها لدرجة أني مشتاقة لأن يكون لي بيت مستقل، ولكن لا أفكر فيه كي لا نتركها وحدها، مع العلم أنها لا تقوم: بأي شيء من الأعمال المنزلية، وتقول إننا ملك لها، وأنها أتت بنا لنقوم على خدمتها! فما رأيكم في مثل هذه الحالة؟

هل علي ذنب إن طلبت بيتا مستقلا لي؟ مع العلم أن إحدى بناتها تقوم بإجراءات الطلاق من زوجها، وستقوم بخدمة أمها ( مع أن الظاهر أنها تريد بعد الطلاق أن تستقل في منزل لوحدها بدون أمها لعدم توافقها معها ).

أرجو منكم أن تفيدوني في الطريقة المثلى للاستقلال عنها؟ مع العلم أن أولادها جميعا يعرفون طبعها، أرجو ألا تبخلوا علي بالنصيحة، فلم يعد هناك مكان للصبر، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Saadia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أعجبني كمال عقلك، وصدق مشاعرك، وأفرحني صبرك على الأذى، وأبشري فلن يضيعك الله، وسوف يسعدك بالأبناء البررة؛ فإن الجزاء من جنس العمل، ولا نملك إلا أن نقول: وفقك الله، وكثر في أمتنا من أمثالك، وليت كل امرأة تتعامل بهذا الأسلوب الراقي، وتضحي براحتها وسعادتها من أجل زوجها ووالدته، التي هي في مقام الوالدة.

ونحن ننصحك بأن تواصلي السير على نفس الطريق، وأن تحتسبي الأجر من الله، وسوف يأتي اليوم الذي يعرف فيه زوجك وأهله قيمتك.

ويؤسفنا أن نقول إن بعض الأخوات تحرج زوجها حين تطالبه بالانعزال عن والدته، والتقصير في حقها، ويخطئ من يستجيب لدواعي الشر، فيضيع حق والدته وأهله.

ورحم الله كل صالحة تعين زوجها على البر بأهله، وتحرض أبناءها على الصلة والإحسان لأرحامهم.

ولن تجد تلك الفتاة خيرا إذا فكرت في الاستقلال عن والدتها، والإنسان يعطى على قدر نيته، والسعيد هو الذي يفعل الخير، وينوي الخير.

ولا أظن أن كلام المرأة يضرك كثيرا، فالتمسوا لها الأعذار، وقدروا ضعفها وجهلها، ولعل مما يخفف من آثار كلامها معرفة الناس لطبعها وقسوتها، واجتهدوا في تربية أولادكم، ولا تقصروا في خدمة هذه المرأة، ومساعدتها على صعوبات الحياة.

ولا مانع مع ذلك من التخطيط بهدوء لحياة هادئة مستقلة، شريطة أن تنطلقوا فيها من قناعات ومحاورات، وأن تختاروا لها وقتها المناسب فليس من الحكمة الابتعاد عن هذه المرأة، وهي في أشد الحاجة إليكم، ولا بأس من اتخاذ دار إلى جوارها؛ حتى تتمكنوا من مساعدتها، وتلبية طلباتها بقدر استطاعتكم.

ولا تبخلوا على أنفسكم، ولا عليها بالدعاء، فإنه يرفع البلاء، وعمروا البيت بالاستغفار والتوبة، واشغلي نفسك بالذكر والطاعة، وابتعدي عن القيل والقال، وقدمي الخير؛ لتجدي الجزاء عند الله، وحاولي مقابلة الإساءة بالإحسان، فإن ذلك يرضي الرحمن، ويحقق السعادة والاطمئنان.

ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.
والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات